المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بقعة حبر


News
01-26-2009, 10:25 PM
http://thebetterwriter.com/ink.jpg


احتضنت أصابعي قلمي

وتبسمت شفتاي

وأطلقتُ زفراتي لتُحركَ أوراقي من قوتها

استقر القلم على أول سطرٍ من صفحتي
وتفشت بقعة الحبر على الصفحةِ البيضاء

وتشوه بياضها الناصع

تعجبت !!

من سرعةِ انتشار حبري في صفحتي!!!

وعلى أسطري!!!


فلم تكن إلا ثوانٍ معدودة !!!

هي التي سهوت بها عن قلمي!!

وفقدت سيطرتي عليه !!

فجعلته يسيطر علي ...

ويجبر يدي على طوي صفحتي

لأبحث لي عن صفحةٍ مازالت نظيفة

لم تشوهها نقاط حبريَ المتفشي...

لأكتب بها ما أشاء ، وفي أي مكان ، سواءً بدايتها ، أم نهايتها..

فلي حرية الخيار بإطلاق العنان لخيالي الواسع الامحدود

وقلمي المتمرد لأبعد الحدود ...

ولكنها كانت آخر صفحات كتابي !!

فها قد أُجبرتُ من جديد لأعود لها ...

مع أن منظرها قد شوه ...

حدثت نفسي

بأن أترك قلمي وأرحل عنها!!!

فهي صفحةٌ بيضاءُ ومسودة...

أم أبعد عن ناظري السواد الذي حل بها !!

وأراها بيضاء اللون

كآخر سطرٍ بها؟!

احتار قلمي كيف تكون بدايته من النهاية ؟!!

وهل في النهاية أي بداية؟!

أم أنني سأقلب كتابي !!

لتكون نهايتي هي بدايتي !!

ونعود من جديد...

لكل و بدايةٍنهاية..

فلو كانت البداية بيضاء ... فستكون النهاية سوداء...


أما لو كانت البداية سوداء ... فستكون النهاية بيضاء...

فلسفةٌ غبيةٌ وغريبة...

لا تخرج إلا من قلمٍ محتار..

أو من كاتبٍ متردد ..

احتار ، كيف ينهي البداية ... وكيف ستكون النهاية ...

فهو يعلم

أن
نهاية كل الضيق الفرج

ونهاية الأحزان الفرح
ويعلم

أن

بداية الدموع الألم
وبداية الحياة الدموع .... ونهايتها الدموع


وهو يؤمن أيضاً بالمقولةِ المشهورة

((من ضحك كثيراً بكى أخيراً))

إذن فنهاية الضحك الدموع ...

وبداية الوداع الدموع ...

بداية القاء الدموع ...

نهاية الألم الدموع ...

بداية النجاح الدموع ...

غريبٌ هو حال بداياتنا ونهاياتنا.!.!.!

اختلفت في المسميات

ولكن
اجتمعت بالدموع

http://kro12.jubiiblog.fr/upload/larme.jpeg

فهل تكون دائماً بداية خطوات قلمي هي الدموع !!

كما ستكون نهاية خطواته الدموع !!

ولكن...

عقلي تمرد على تمرد قلمي ...

ولم يشأ أن يكتب في هذه الصفحة البيضاء المسودة ..

ولم يقمع قلمي من أن يتفجر بدموعه كيفما يشاء ..

ولكن

في بياضٍ جديد دون أي سواد

فقد طُوِيَ الكِتابُ القديم ، بحلوه ومره وفُتحَ كتابٌ جديد ... صفحاته بيضاءٌ ناصعة البياض

لم تتشوه بعد ... لا من نقاط حبريَ المتفشي

أو من دموع عيني وقلمي ...

أو حتى من أثر خطواته الثقيلة على صفحاته الجديدة ..

وهنا

بدأت نهايةُ الكتاب الجديد .... فهل ستكون بصفحةٍ بيضاء مسودة ؟!؟

أم بدموعٍ منهمرة ؟! أم بخطواتٍ مبعثرة ؟!

فدائماً وأبداً لكل بدايةٍ نهاية....

النــهاية....


من فلسفات قلمي المتمرد

دمتم بكل خير