عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2008, 07:51 AM
  #2
عزيز منير
مشرف سابــق وبروفسور الفلسفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: تونس
المشاركات: 187
عزيز منير will become famous soon enoughعزيز منير will become famous soon enough
Post

ساسوق ملاحظات حول هذه الخطوات التي ذكرتها و التي تعبر عن جهد كبير و عن ادراك للمطلوب من خلال تحليل نص فلسفي لكن اقول:
- ان الكتابة الفلسفية ابداع فاذا ارتبط هذا الابداع بالقوالب الجاهزة يتحول الى عمل نمطي يقضي على الابداع.فذا علمنا التلميذ هذه الصيغ نفتقد معه روح الدرس الذي تعلمانه مع كانط و الذي يقول انني لا اعلمك الفلسفة و انما اعلمك التفلسف يعني ان المطلوب هو التفكير و البحث و التمحيص .
- كيف سيتمكن التلميذ من الوصول الى شروط التفكير الفلسفي و هو يستعمل قوالب جاهزة . الذي سيحصل لن يتعلم التلميذ ماذا يعني التسامح و الحرية و الاستقلال و الابداع و التساؤل و الشك و الحيرة و الدهشة وغيرها من شروط التفكير الفلسفي الحق.
- انا لا اقول هذه الاسئلة لا تساعد و لكن كان بالامكان ان تستغل في شكل اخر يؤدي المطلوب و يجعل التلميذ فاعلا لا منفعلا مبدعا لا مقلدا مدركا لما يكتبه لانه يعبر عن موقفه و ارائه الخاصة به و التي يستحضر فيه مواقف الفلاسفة للدعم و التاكيد.
- ان النص الفلسفي يمثل موقفا ما او مجموعة من القضايا و الافكار تتمحور حول قضية رئيسية تتشابك حولها القضايا الفرعية و هذه القضية تحاول ان تقدم لنا حلا لمشكل فلسفي حقيقي يطرح على افكر بالحاح و هو يمثل مشكلا اما الذات يجب ان تبحث له عن حل و الطريق نحو الحل يختلف و تلك هي سمة التفكير الفلسفي لان الاختلاف شرطا ضروريا فيه و نظرا لاختلاف الاراء و المواقف ترد كل فكرة في النص مدعمة بما يثبتها او بما ينفيها لان الحجة و البرهان هما الذان يمثلان السلاح الذي يصارع به الكاتب بقية الموقف التي تجتمع معه في هذا الفضاء الرحب الذي لا مجال فيه للاقصاء و التهميش.
- من هنات تبدو معالم النص واضحة : هناك حل و هو يمثل اطروحة النص و هناك اشكال و هو يمثل اشكالية النص و هنا نظام برهنة و هو يمث"ل مسيرة النص نحو الحل فيكون المطلوب فهم الحل و التعبير عنه بتتبع مساره الحجاجي في مرحلة اولى و هي مرحلة التحليل ثم الوقف عند قيمة النص الفلسفية و هي المرحلة الثانية و تسمى بالنقاش.
- كيف للتلميذ ان يدرك ذلك ؟ هناك عاملين اثنين يساعدان على التمكن من ذلك و هما : اولا القراءة او المطالعة و ثانيا الكتابة . لان فعلي القراءة و الكتابة هما الذان يجعلان التلميذ
يكتسب المهارات المنهجية التي تساعده على التفكير الذاتي و تقيه شر الوقوع في النمطية و البقاء في حالة القصور الذاتي التي تحدث عنها كانط في نقده للواقع الذي سبق عصر النهضة الاروبية .
- حتى يكون التلميذ مبدعا يجب ان يبتعد عن استعمال ماهو جاهز و ان يتعلم كيف يتفلسف حتى يتمكن من اليات الكتابة الفلسفية و كما يقول ديكارت في مثال الاعمى حيث ان الانسان الاعمى الذي خبر مطبات الحياة و سبق ان وقع فيها فانه لن يقع فيها من جديد لانه تعلم كيف يقود نفسه بنفسه اما الاعمى الذي يقوده غيره فانه سيقع باستمرار في نفس المطبات لانه لم يتعلم قيادة نفسه و هذا المثال جاء به ديكارت ليبين لنا ان الانسان يجب ان يقود نفسه و ان يعتمد على ذاته حتى و ان اريناه الطريق فانه يحاول ان يشق طريقه لوحده حتى يختبر نفسه و هي تصارع مطبات الحياة و تتفوق عليها الواحدة تلو الاخرى.
- ان الاساليب التي وضعت مفيدة و لكن نخاف دائما ان يقف عندها التلميذ و يحفظها و يعيدها كما هي فيفقد العمل كنهه و يصبح مملا و من الاجدر دائما ان نقدم للتلميذ الدعم المنهجي بشكل غير مباشر اي ان نمارس المهارات المنهجية على نصوص فلسفية فيجهد التلميذ نفسه في التوصل الى هذه المهارات و يحاول ان يتقيد بها شيئا فشيئا قد يجد صعوبة في البداية و لكن بالتدرب ستزول كل الصعوبات.
- نقطة اخيرة: اذا اراد التلميذ ان يقدم عملا ناجحا و متماسكا عليه ان يتمثل المشكل الذي يطرحه النص بشكل جيد و ان يتتبع معالم الحل الذي يقدمه النص لهذا المشكل ثم يمر الى اهم مرحلة و هي المرحلة التي يعاني منها التلميذ و هي بيان القيمة الفلسفية للنص.
عزيز منير غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس