العودة   نجاح نت > المنتديات العامة > المنتدى العام

المنتدى العام مواضيع عامه , جميع المواضيع العامة التي ليس لديها قسم مخصص يمكن تجدها بهدا المنتدى .

إضافة رد
أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع
قديم 01-24-2009, 01:43 AM
  #1
mr n
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 233
mr n is on a distinguished road
افتراضي عامل الزمن فى العلاقات بين البشر




عامل الزمن فى العلاقات بين البشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال يطرح نفسه من وقت لأخر فى الحوارات ربما بشكل خاص بين الأصدقاء، وبالطبع وقت الأزمات. أى عندما تتعرض الصداقة أو العلاقة الإنسانية للتساؤل حول العمق والقرب، أو للتساؤل الأعمق حول الاستمرار من عدمه.

فهل الزمن عامل مهم فى التأثير على العلاقات البشرية؟ وإذا كان كذلك هل هو بالفعل عامل ايجابى كما يرى البعض أم انه على العكس من ذلك يمكن أن يكون عامل سلبى؟ وهل يمكن للزمن وحده أن يحافظ على بقاء علاقة إنسانية؟؟

وعندما نقول عامل الزمن وتأثيره فالمقصود العلاقة بين طول المدة ومتانة العلاقة.. فهل طول مدة المعرفة يفترض عمق العلاقة؟ وبالتالى هل يمكن التعويل على عامل الزمن لتجاوز الصعوبات أو المشكلات التى تواجهها العلاقة؟ أو لتبرير تجهل طرف من أطراف العلاقة لها وتوقفه عن رعايتها بافتراض أنها أصبحت معطى بحكم الزمن... أم أن الزمن يمكن أن يكون مؤثر سلبى؟ عندما يطرح نوع من التوقعات ويفترض نوع من الأداء للحفاظ على علاقة عمر فيأتى السلوك اقل من التوقع.. أم انه عامل مستقل ليس له أثر؟

تساؤلات كثيرة تطرح نفسها حول الزمن؟ ربما لأننا فى بعض الأحيان نجد علاقتنا ببعض الأطراف فى تقاطع طرق. نجد علاقتنا محل للتساؤل حول قوتها، وحول جدوى استمرارها. فهل يغفر الزمن بالفعل أم انه سلاح ذو حدين ويمكن أن يكون هو الدافع لقطع علاقة ما أو حتى لتجميد تلك العلاقة وحفظها فى متحف الذاكرة سلبا أو إيجابا.


عندما طرح التساؤل الأكبر داخلى فى البداية حول الزمن كعامل فى العلاقات بين البشر طرح بدوره كثير من النقاط الأخرى، والتساؤلات المشتقة عنها... وأجد لزاما على أولا أن أقول أننى لا أقصد هنا بالطبع العلاقات الثابتة أو العلاقات التى يمكن أن نقول عنها ليست محل للنقاش من جانب، أو العلاقات المفروضة.


نعم لا أقصد هنا علاقات الأسرة الواحدة بين الآباء والأبناء أو بين الإخوة بعضهم البعض، كما لا أقصد علاقات الزمالة المفروضة التى تستلزم أن يلتقى زملاء العمل أو المكتب يوميا ولو على طريقة إلقاء تحية الصباح والمساء أو تناول كوب من الشاى أو الإفطار الجماعى من وقت لأخر.. فهذه العلاقات تتصف بأن الزمن جزء أساسى منها بمعنى أنه معطى، لا يملك أى طرف أن يتساءل حوله أو عنه أساسا.. فعلاقات الابوه- الأمومة والإخوة جزء ثابت ترسم حدوده وطبيعته عوامل أخرى ليس لها علاقة بالزمن. وعلاقات الزمالة لا يدخل الزمن كجزء منها إلا لو تحولت لعلاقة صداقة أو حب المهم أن تتجاوز العلاقة المفروضة من البقاء فى نفس المكان والتى تشبه بدورها علاقة الجيران فى نفس المكان فما لم تتعمق العلاقة لتواصل انسانى تصبح جيرة السنوات التى لا تعرف فيها ربما شكل جيرانك أو أسماءهم مستقلة مرة أخرى عن الزمن. فالزمن فى تلك العلاقات ليس عامل للتساؤل وهذه نقطة أولى.

أما النقطة الثانية فهى فى العلاقات التى يمكن أن نتساءل فيها حول الزمن من جانب، وطبيعة تصورنا لتأثير الزمن من جانب أخر. فالزمن محل للتساؤل فى العلاقات الاختيارية، تلك العلاقات التى يلتقى فيها الأشخاص فى علاقات أكثر دفئا تقوم على تواصل انسانى غير مفروض. كعلاقات الصداقة أو الحب أو العشرة بين الجيران... هنا تتعمق العلاقات وتستمر فقط فى النمو نتيجة سلوك اختيارى يقوم به أفراد العلاقة.. وبهذا تتعمق العلاقات وتطول المدة ويدخل الزمن كجزء أساسى. وهنا نبدأ فى سماع عبارات مثل صديق عمر، أو عشرة وجيرة زمن، أو حب سنين.... نعم هنا الزمن فعلا عامل ولكن فى اى اتجاه؟

هنا يعمل الزمن فى اتجاهين: فى بداية العلاقة تكون العلاقات أقرب للطفل الوليد... طفل ينمو مع الزمن وبالتالى من الطبيعى أن ينمو ويكبر؟؟ ولكن الطفل لن ينمو بمفرده صحيحا سليما معافيا قادرا عقليا وجسمانيا على مواجهة صعوبات الحياة. الطفل يحتاج للرعاية، يحتاج للتغذية المستمرة.. وهكذا العلاقات بين البشر تحتاج إلى التعامل معها بالرعاية والحرص المتبادل بقدر حرص أطرافها على استمرارها ونموها.

والأهم أن هذا النوع من العلاقات بين البشر أقرب للطفل فى مرحلة النمو فى احتياجها الدائم إلى الرعاية حتى وأن اختلفت نسب الرعاية. نعم ربما مع الوقت يبدأ الإحساس بالزمن كمعيار للقوة وعامل للاستمرار.. يبدأ الإحساس بأن العلاقة قوية بحكم طول المدة.. ولكن احتياج العلاقات الإنسانية الدائم للرعاية، احتياجها الدائم للتغذية، للحرص المتبادل يجعل الزمن بمفرده ليس كافيا فالعلاقات بين البشر لا يمكن أن تنمو على أكتاف طرف واحد فى العلاقة.. لا يمكن أن تبقى وتستمر على اهتمام أو حب أو رعاية طرف واحد مقابل تجاهل الطرف الآخر. فقط بالرعاية المتبادلة حتى ولو باختلاف النسب فى الرعاية يمكن أن تستمر العلاقات.

ولكن مع استمرارية العلاقة يصبح الزمن معيار حكم؟ هل طول المدة أنتج عمق وثقة ومتانة حقيقية أم لا. وهل هناك حرص للتواصل خلال الزمن ورعاية العلاقة بنفس القيمة أو الدرجة من أطرافها، أم لا؟ يصبح الزمن بالفعل سلاح ذو حدين لأنه يتحول لمعيار حكم داخل أطراف العلاقة وبينهم.. ويخضع الزمن لتفسيرات مختلفة من أطراف العلاقة. فالبعض قد ينظر للعلاقة على أنها معطى ثابت ليست محل للنقاش، ويصبح الفتور من جانبهم فى جزء منه نابع من الثقة فى الزمن. بالمقابل قد ينظر أطراف أخرى أن الزمن مبرر أكثر للمزيد من الرعاية والحرص والاهتمام للحفاظ على علاقة السنين وحمايتها والحفاظ عليها لسنوات أخرى قادمة، والاهم لتعميقها وترسيخها وعدم تركها للذبول بحكم تغيرات الحياة.

نعم مع طول العلاقة ربما لا ينظر أطرافها إليها أو لأهميتها أو حتى لاحتياجها إلى التغذية والرعاية بنفس النسبة.. فتبدأ عملية من إعطاء رسائل حقيقية أو غير حقيقية لأطراف العلاقة كأنها ترسم مستقبل العلاقات خاصة عندما تكون محل تساؤل وفى مفترق طرق..

ربما يرى البعض أن الزمن عامل مستقل لا يتم التعويل عليه وأن العلاقة لابد أن يتم تجديدها وتأكيد الحرص المتبادل عليها دوما بالرعاية المتبادلة. فى حين يرى البعض الأخر أن الزمن وحده معيار قوة ومتانة ويصبح تعاملهم مع الرعاية والحرص المقابل بوصفه معطى.

وعندما يتم ترجمة الزمن إلى عمق وحرص معطى ومضمون من قبل أطراف العلاقة أو أحد أطرافها فأنه يتحول إلى عامل ثبوت وجمود ثم عامل خفوت. وعندما تبدأ العلاقة فى الظهور بأنها علاقة قائمة على حرص طرف واحد من الأطراف مقابل تجاهل أو فتور الأخر تصبح العلاقة كالطفل الذى لا يحظى بالرعاية فيصاب بالذبول ويبدأ نشاطه فى الخفوت ويبدأ فى بعض الأحيان فى إعطاء مؤشرات ما قبل الموت بوجود احتمال أخير للحفاظ عليه ببعض الرعاية أو الحرص!!! فرصة أخيرة يلعب فيها الزمن مرة أخرى محل للتساؤل هل سيحافظ أطراف العلاقة بحكم الزمن على أهميتها بإعطاء قوة دفع لها، أم سيعتبرون أن الزمن وحده عامل كاف للبقاء.. بالتأكيد تقف العلاقة ذاتها كالطفل الحائر،، تحمل عينه بعض الأمل فى بعض الإنعاش ولكن خفقات قلبه تؤكد على مشاعر الخوف من القادم.. وتبقى الأمور رهنا بأطراف العلاقة ذاتها مهما كان نوعها فى الحفاظ عليها ودعمها وتجديدها ليتحول الزمن الماضى والحاضر إلى زمن قادم..






mr n غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر رد
new !! ليت الزمن يرجع ورآ... bac2011 منتدى الصوتيات والمرئيات الاسلامية 1 03-30-2019 12:40 AM
صور.......... خداع البصر tanger صور منتدى الصور و الغرائب 3 01-27-2010 12:43 PM
قسوة الزمن على قلب حزين Mouchmabir المنتدى العام 2 09-20-2008 03:37 PM
غرائب البشر ammoula صور منتدى الصور و الغرائب 7 04-11-2008 08:32 PM


الساعة الآن 03:26 AM.



تعريف :

نجاح نت منتدى يهتم بجميع متطلبات مستعملي الإنترنيت وخصوصا البرامج وشروحتها وأمور ديننا الحنيف و المناهج الدراسية والألعاب...


جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها وقرار البيع والشراء مسؤليتك وحدك

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd diamond