العودة   نجاح نت > المنتديات العامة > المنتدى العام

المنتدى العام مواضيع عامه , جميع المواضيع العامة التي ليس لديها قسم مخصص يمكن تجدها بهدا المنتدى .

إضافة رد
أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع
قديم 03-29-2010, 12:48 PM
  #1
مدريدي
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: المغرب
المشاركات: 10
مدريدي is on a distinguished road
افتراضي لماذا نسينا غزة؟؟؟؟؟؟




فالحقيقة أنه لم تعد هناك أبداً حاجة ملحة لاستهلاك حدث مثير مثل حرب غزة لكي يتحقق الحراك المطلوب، بل لقد أثبتت المباريات الثلاث بين منتخبي مصر والجزائر، والتي كان آخرها الأسبوع الماضي، أن طبيعة الحرب التي تحتاجها هذه الوحدات الإعلامية المؤسسية والجماهيرية للبقاء، من الممكن صناعتها بألف طريقة وطريقة ودون دبابات وصواريخ. ومن تابع ما حصل على القنوات الفضائية، والمواقع الإلكترونية، سيذهل من حجم التشابه في فلسفة التفاعل الإعلامي بين "حرب غزة" وبين ما أسماه البعض بحرب "داحس والغبراء" أو "حرب الفراعنة ومقاتلي الصحراء".

إذا رجعنا إلى القوائم التي نشرت ما يعرف بحصاد العام المنصرم في الدول العربية، سنجد أن عدد الأحداث التي سببت صخبا كبيرا واستقبالا جماهيريا واسعا لا يكاد يحصى.

ومع اعترافنا بوجود تفاوت كبير في النسب، فإنه لا يكاد يخلو بلد من مثل هذه الأحداث، سواء أكان يمر بأزمة حقيقية أو تدور فيه قضية جوهرية فعلا تستحق تفاعلا شعبيا، مثل أزمة غزة مثلا، أم لا.

ومن الملاحظ أنه كلما زاد تغلغل المؤسسات الإعلامية والنشاط الإلكتروني في دولة من الدول العربية، مثل السعودية ومصر، زادت كمية الأحداث المثيرة التي تحظى باستهلاك كبير، وفي المقابل كلما قل تغلغلها في بلد، كموريتانيا مثلا، قلّت نسبة الأحداث التي تستقطب اهتمام الناس في داخل الدولة فضلا عن خارجها، وزادت أيضا المسافات فيما بينها.

فالعبرة اليوم في صناعة الخبر وإنتاجه، أصبحت ترتبط بقوة النظام الاقتصادي أو جاذبية السوق للاستثمار أكثر من طبيعة المناخ السياسي السائد، كما هو مفترض نظريا. والسبب في ذلك أن طبيعة النظام الاقتصادي التنافسي الذي تنشط فيه المؤسسات الإعلامية الرئيسية، يفرض عليها إنتاج الأخبار والأحداث التي تحظى باستهلاك كبير بشكل مستمر، لأنه إذا توقفت عملية الإنتاج للأحداث الجذابة، أو زادت تكلفتها لأي سبب من الأسباب، فإن المؤسسة قد تتعرض للخسارة وقد تتعرض للإفلاس مثلها مثل أي مؤسسة اقتصادية أخرى.

إعلان التوقف عن حرب غزة، وإن كان رحمة على أهلها، وفرصة لإعادة بعث للحياة من جديد، فإنه إعلان من الممكن أن يتسبب في حالة فراغ كبيرة في مساحة نشاط جملة من المؤسسات الإعلامية والجماهير المستهلكة على حد سواء. وهي جماهير لم تعد مستقبلة سلبية للأخبار، بل أصبحت لها قنواتها الخاصة على اليوتيوب والفيس بوك والمنتديات وغيرها من مواقع الشبكات الاجتماعية، كي تعيد إنتاجها بأشكال إبداعية مختلفة.

وتتنافس هذه الجماهير المستهلكة فيما بينها عبر قنواتها بشراسة أحيانا، لا تكاد تختلف في فلسفتها ومنطقها عن المنافسة بين قنوات كبرى مثل "الجزيرة" و"العربية". فالواحد منا إذا أنشأ قناة مجانية على اليوتيوب من أجل بث مادة معينة بمواصفات محددة تفاعلا مع قضية من القضايا فرضا، فإن هذه القناة معرضة للتهميش تماما بسرعة شديدة إذا كانت المادة المطلوبة لا تتيح لصاحبها إنتاجا دوريا جذابا وتنافسيا. وهذا يعني أن صاحب القناة على اليوتيوب عليه أن يعيد النظر في مواصفات المادة وأهدافها من حين لآخر، حتى يبعث الروح للدورة البرامجية لقناته حتى يضمن لنفسه الاستمرار والوجود الفعال.

وفي واقع الأمر، فإن كثيرا من هذه الجماهير المستهلكة قد تبدأ في الدخول لهذا العالم، انتصارا لقضية مثل قضية غزة، وتبلي في ذلك بلاء حسنا، بيد أن الهدف الأصلي ربما يغيب فجأة في زحام قائمة لا تنتهي من القضايا الهامشية المتجددة، والتي أصبح ارتباط المؤسسات والجماهير بها ارتباط ضرورة بقاء ووجود لا ارتباط حاجة ومنفعة.

هذا واقع جديد لا بد أن دولة متقدمة في فهم الخطاب الإعلامي، مثل إسرائيل، تلاحظه وترصده جيدا، حتى تضبط توقيت الضربة القادمة بشكل دقيق. فإذا كانت إسرائيل ستستمر في سياستها الحالية، بحيث تجعل مسافات زمنية واسعة نسبيا بين ضرباتها القوية، أو بين خطواتها الإستراتيجية مثل مسألة تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى أو بناء الجدار الفولاذي، فإن كثيرا من الوحدات الإعلامية المؤسسية والجماهيرية العربية بحاجة إلى ملء الفراغ بما يستحق ولا يستحق حتى لا تتضرر هي الأخرى من حالة السكون الإسرائيلية!

ومع الوقت، يختفي الخوف من الفراغ، وتبدأ هذه الوحدات الإعلامية باكتساب القدرة والمهارة البالغة على ملء الشاغر بشكل مستمر وتدريجي، بغض النظر عن قيمة الأحداث والأخبار أو حتى حقيقتها في أي مكان كان.

ولا يعني هذا أن هذه الوحدات الإعلامية ستكون مستعدة في الوقت المناسب للتفاعل، مع أي تطور مستقبلي يخص القضية الفلسطينية، بل إن بعض المؤشرات التي ظهرت العام الماضي بعد الحرب دلت على أنها ستكون مستوعبة تماما في قضاياها الذاتية، منتقلة من قضية إلى قضية انتقالا عبثيا لا يهدف إلى حلها، ليكون استهلاك الأحداث في النهاية هو الغاية.

ومع الوقت، يتبلور ما يعرف اصطلاحا بهويات ما بعد الحداثة بشكل حاد، مثل هوية "المصريين الجدد"، التي استشكل ظهورها الكاتب الشهير فهمي هويدي في سلسلة من مقالاته الأخيرة.

فالحقيقة أنه لم تعد هناك أبداً حاجة ملحة لاستهلاك حدث مثير مثل حرب غزة لكي يتحقق الحراك المطلوب، بل لقد أثبتت المباريات الثلاث بين منتخبي مصر والجزائر، والتي كان آخرها الأسبوع الماضي، أن طبيعة الحرب التي تحتاجها هذه الوحدات الإعلامية المؤسسية والجماهيرية للبقاء، من الممكن صناعتها بألف طريقة وطريقة ودون دبابات وصواريخ. ومن تابع ما حصل على القنوات الفضائية، والمواقع الإلكترونية، سيذهل من حجم التشابه في فلسفة التفاعل الإعلامي بين "حرب غزة" وبين ما أسماه البعض بحرب "داحس والغبراء" أو "حرب الفراعنة ومقاتلي الصحراء".

وهي مباريات، كان من ذكاء الـ"غارديان" البريطانية ابتداء عندما وضعتها في سياق تاريخي كأي حرب أخرى، وتمت إعادة التذكير بمباراة تأهيلية قبل 20 عاما في القاهرة، شهدت أحداث شغب في نهايتها، كان من نتائجها صدور مذكرة توقيف بحق اللاعب الجزائري الأخضر بلومي بتهمة إلحاق عاهة مستديمة بمواطن مصري.

فإن كنا قد ذكرنا في المقالات السابقة أن كل جزئية مرتبطة بفترة الحرب على غزة قد أخذت حقها في التغطية الإعلامية، وكان لها استهلاك كبير، فإن الأمر نفسه قد تحقق خلال مدة أطول فيما يتعلق بالمواجهة الكروية.

ولا يمكن خلال هذه المساحة المحدودة أن نعرضها جميعا، ولكننا سنكتفي بعرض سريع لبعض العناوين الرئيسية، والتي يمكن ربط بعضها بما يشابهها من تفاعل مع أحداث غزة، بل إن بعضها، مثل سحب السفراء أو استدعائهم ولو مؤقتا، تجلت فيه المواقف الحازمة التي لم تظهر تجاه إسرائيل نفسها فترة الحرب.

ولنذكر بعض العناوين على سبيل المثال لا الحصر: "القذافي يبدأ وساطة بين البلدين بطلب من عمرو موسى"، "استدعاء السفير المصري من الجزائر"، "فيلم حادثة الحافلة الجزائرية يستقبل 330 ألف مشاهد على موقع دايلي موشن خلال أقل من 12 ساعة"، "خطبة بعنوان دعوى الجاهلية للقرضاوي"، "مبادرة وصلوات أطلقتها الكنائس المصرية الرئيسية من أجل الوصول لكأس العالم"، "زيارة خاصة للرئيس حسني مبارك للفريق المصري قبل المباراة"، "السودان تستضيف القمة الفاصلة"، "تحطيم مقر شركة أوراسكوم تليكوم المصرية في الجزائر"، "حملات ضخمة على الفيس بوك لأهداف متباينة"، "أعمال شغب جزائرية في مرسيليا وباريس"... إلخ.

لكن كما قلنا أكثر من مرة في هذه السلسلة، فإن هذا هو المناخ الأنسب لكي تحقق فيه الوحدات الإعلامية المؤسسية والجماهيرية المكاسب المنشودة؛ فبينما تسببت فيه هذه التغطية في خسائر سياسية فادحة في العلاقات بين البلدين، فإن مجموعة من المؤسسات الإعلامية والصحف قد حققت خلال هذه الفترة أرباحا طائلة بسبب دخولها على خط المواجهة، ففي الوقت الذي أكد فيه مدير توزيع صحيفة "الجمهورية" المصرية (رسمية) أحمد عبدالرحمن أن توزيع صحيفته ارتفع إلى 100%، بسبب المباراتين وتداعياتهما؛ وهو ما يتشابه مع ما حدث عند غرق العبارة المصرية (السلام 98) عام 2006، نوّه إعلاميون إلى أن "انفجار التوزيع الذي شهدته صحف الجزائر لم تشهد مثله إلا خلال حرب لبنان 2006"، بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية يوم الاثنين 23/11/2009. وقد تفاخرت صحف جزائرية بارتفاع مبيعاتها؛ فصحيفة "الخبر" كشفت أن توزيعها بلغ مليوناً ومائة ألف نسخة، وأنها بذلك استعادت مكانتها كـ"جريدة الجزائريين الأولى".

وقد لفت رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر إلى أحد جوانب "بيزنس الفضائيات" إبان المباراة، قائلا في مقال له بصحيفة الأهرام (رسمية)، بعنوان "أرباح المباراة كشفت المستور في أزمة البث الفضائي": "المردود المادي للإعلانات الحصرية للتلفزيون المصري فيما يتعلق بالبث الفضائي للمباراة يتجاوز 20 مليون جنيه (نحو 4 ملايين دولار).

هذا مجرد مثال واحد من أمثلة كثيرة ظهرت في كل بلد.. فهل أدركنا الآن لماذا نسينا غزة؟!
مدريدي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر رد
لماذا ؟ NAja7 المنتدى الأدبى 1 09-25-2009 11:55 PM
لماذا ؟؟ Zero المنتدى العام 0 03-10-2009 12:12 AM
لماذا أعطش؟ Zero الطب والصحة 0 03-09-2009 11:42 PM


الساعة الآن 08:47 AM.



تعريف :

نجاح نت منتدى يهتم بجميع متطلبات مستعملي الإنترنيت وخصوصا البرامج وشروحتها وأمور ديننا الحنيف و المناهج الدراسية والألعاب...


جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها وقرار البيع والشراء مسؤليتك وحدك

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd diamond