بسم الله الرحمان الرحيم

نحصل على المكافاة عندما نخرج انفسنا من دائرة الجمود و نبعث نفسا متجددا في ارواحنا التي ازهقها الروتين و اصابها مبدا العطالة و حولتها قيم الحضارة المعاصرة الى شخصيات ذات بعد واحد تنتظر لكي تستهلك ان ينتج لها الغير . شكرا لمدير المنتدى الذي فتح لنا الابواب لنبدع و لنلتقي و لنتحاور و لنغادر خانة الاستهلاك و نباشر الانتاج فنفيد و نستفيد لان الحياة لابد ان يكون فيها الى جانب الاخذ عطاء و لا بد ان يكونا الاثنين على قدر السواء حتى نحس بقيمة انفسنا .
دون ان نعلن نحن نحس بذلك لاننا مع كل كلمة نبدعها او ننقلها و نضعها على صفحات المنتدى نثبت للجميع اننا احياء و اننا نتميز عن البهائم التي تكتفي بما يقدم لها و لا تميز بين الغث و السمين و انما تستهلك كل شيء دون تمييز.
و نحن نكتب يحاصرنا وجع الكتابة هذا الوجع الذي لا يحس به الا من اكتوى بنار الابداع و ذاق طعمه و ادرك انه موجود فعلا و انه قادر على السمو بذاته بعيدا عن كل القيود التي توضع امامه متحديا كل الحدود الجغرافية و متعاليا على كل القيم التي تكرسها الحضارة المعاصرة و التي لا تريد منا الا ان نكون مجرد قوالب تملئ بما اعد مسبقا. نحن حينما نمارس قعل الكتابة نحطم كل القيود، نحن حينما نمارس فعل الحوار ندمر كل الحواجز، نحن حينما نلتقي افتراضيا نقول للجميع اننا متالفون و قادرون على استئناف الوجود الذي لايعترف بالتبعية و الخضوع.
لا ننتظر مكافات مادية و لا ننتظر نشانات تعلق على الصدور بل ننتظر فقط كلمة نتبادلها تحيي فينا القلوب و تعلن للجميع اننا ذوي عقول نؤمن بالحرية و الاختلاف و التسامح و نعبد طرق التواصل بين الشعوب.
عزيزي المكافاة التي ننتظرها هي التي اهديها الان لك حينما اخط هذه الحروف تعليقا على ما بحت به في ساعة صفاء تلك هي المكافاة التي ننتظرها جميعا و التي تبعث الثقة في النفس و تقول لنا ان الحياة بخير اذا اردنا لها ذلك لاننا نحن من يعطي قيمة للحياة.
اغلى مكافاة هي ان اقرا لك و تقرا لي ، هي ان تفيدني بالتعليق و افيدك بالتعليق ، هي ان اتعاطف معك و تتعاطف معي ، هي ان تساعدني على تحقيق كياني و اساعدك على نحت وجودك لان الكتابة مثل القراءة تساهم في نحت الكيان و تحقيق الوجود و قد لا يفهم ذلك كل الناس لانهم لا يعطون قيمة لما نقول لكن انا و انت و من يشاركنا مثل هذه الهموم نعود الى اوراقنا و نخاطب اقلامنا و ندعوها لكي تكتب و لترد كلما استوقفها شيطان الكتابة لتثبت من خلال ذلك انها بخير و انها صامدة رغم كل الهزات و كل القيود.
عزيزي اذا استمر الحديث لن ينتهي و لكن و ان انهيته الان فانني عائد اليه في كل لحظة لانني اعشق فعل الكتابة و اتوق الى التحرر من كل الحواجز و ارغب ان افيد و استفيد.