آليات و تقنيات الخطاب الإعلامي

ملاحظة: هذه المداخلة ألقيت في ملتقى علمي افريل 2003

• توطئـــــــــــــة

يقول أبو حيان التوحيدي في "الإمتاع و المؤانسة" : " وها أنا آخذ في نشر ما جرى على وجهه إلا ما اقتضى من الزيادة في الإبانة و التقريب و الشرح و التكشيف ".
يمثل الإعلام السلطة الرابعة و هو يمتلك من النفوذ ما يحوله إلى سلطة أولى تتحكم في مصير الدول و الشعوب و تشيّد الحضارات.
و المعروف أن الإعلام شهد كغيره من المجالات عديد المراحل التي حولت وجهته من الجمود إلى الحركة فبعد أن كانت المعلومة تنتقل عبر قنوات بطيئة السير أصبحت اليوم المعلومة تعبر الحدود و تحطم الحواجز بفضل وسائل الإعلام و الاتصال التي تطورت و حطمت كل القيود .
و رغم هذا التطور السريع فان كل وسيلة إعلام تحتفظ بمجالها و تحاول أن تستحوذ على اهتمام المتلقي سواء كان قارئ أو مستمعا أو مشاهدا.
و من خلال هذه الورقة لن أستعرض أبعاد و غايات و رهانات الخطاب الإعلامي و لن أغوص في التحديات التي يطرحها الإعلام باعتباره إحدى القنوات الهامة في تلاقح و لقاء الحضارات و لن أتوجه نحو إبانة ما يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام من دور في محو و رسم الحدود بين الحضارات و الأمم ، سأحصر حديثي حول هذا الخطاب في حد ذاته لتحديد الآليات التي يشتغل وفقها هذا الخطاب من جهة أولى و الإبانة عن التقنيات التي يتوسلها في تبليغ ما يريد إبلاغه .
إذن نشاهد الأخبار و نستمع إليها و نتابع ما ترسمه الأنامل على أعمدة الصحف، قد نتأثر ببعضها و نتابع بعضها دون أن نعي كيف تقدم لنا ، تعجبنا متابعات و نتابع أقلام صحفية و نحرص على عدم إفلات فرصة لمشاهدة نجوم تلفزية و الاستماع إلى أصوات إذاعية و لكن دون أن نتساءل كيف يصل هؤلاء إلينا ؟ و كيف يصلون إلى ما يقدمونه لنا من المادة الإعلامية ؟


• آليات النص الإعلامي


1. مدخـــــــــــــــــل

يقدم الصحفي أخبار النشرة التلفزية أو الإذاعية و يسأل الناس عن كل شيء و يكتب مواضيع عن كل شيء في الجرائد و المجلات مصحوبة بإمضائه و قد يصدق و قد يفتري و هذا أهم ما يعرفه عامة الناس عن عمل رجل الإعلام.
الإعلامي عامة محرر للأخبار و جامع لها و مقدم لها، لهذا يجدر القول أن هناك خمسة استعمالات صالحة لكل إعلامي في أي مكان كان وهي:
* ماذا جرى ؟ يعني التخطيط للأحداث و الأحداث نوعان منتظرة أو متوقعة يمكن برمجتها و التهيؤ لها و أحداث مفاجئة تستعمل فيها طريقة الطوارئ.
* ماذا سيجري في الأيام و الأسابيع و الأشهر القادمة ؟ فالحدث المتوقع اليوم هو عمل الإعلامي الغد و هو نشاط مضبوط و محدد في المكان و الزمان و السؤال هل أن كل الأحداث المتوقعة تهمني ؟ لا تهمني إلا من ناحية استغلالها كصحفي، ما يعنيني ضبط قائمة لكل الأحداث المتوقعة ثم الانتقاء منها حسب الظروف و الإمكانيات و الاهتمامات.
* الحدث المتوقع يجب أن تكون مصادره عديدة: الأصدقاء، الزملاء و الجهة التي تنظم الحدث.
* الانتباه إلى مصادر الخبر: الذي يمكن أن نحتاج إليه" تغير هاتف إن مقر أو تسميات أو وثائق جديدة" ،الانتباه إلى مجموعة مصادر تعلن عنها وسائل الإعلام و التي لا نحتاج إليها الآن لكن نحتاجها بعد مدة فلا نهمل ما لا أهمية له اليوم .
* التفاعل مع ما يقرئ :لاستنباط مشاريع مقالات جديدة، ملف متابعات قضية مفتوحة، مشاريع أفكار. من هنا أهمية الأرشيف الشخصي وتكوين ملفات وفق نظام الدمى الروسي واحدة في واحدة .مثال : ملف الثقافة نجد فيه ملف المسرح و ملف السينما و ملف الفن التشكيلي و..
و الجدير بالذكر أن محددات النص الصحفي تتمثل في :
* الخضوع للسلامة اللغوية .
* الاحتواء على مضمون فكري.
* الحرفية أو المهنية.

2. خصوصيات النص الإعلامي


الخبر عادة هو للنشر و هو يطمح للارتباط بالواقع ،هو نصّ يصف الواقع و ليس نصّا ينتج الواقع،الشخصية في النص الإعلامي لها بطاقة هوية إلى جانب كون جانب من الصحافة هو تحاليل و أفكار و آراء، النص الصحفي يختلف في حجمه إذ ليس هناك حجم محدد للنص الصحفي فهو يخضع لما يسمى بالأشكال الصحفية و هي ستة أشكال رئيسية : النقل التحقيق الاستجواب المقال الإعلامي الافتتاحية التعليق التأليف و أشكال فرعية مثل الخبر البسيط الخبر المصنوع الوصف المقال الدائم الحديث وهي تطرح مشكلا : هل هي مستقرة أم تتطور ؟
وهناك مقياس بسيط لتصنيفها: عادة ما نميز بين ما هو رأي و ما هو خبر المواقف و التحاليل من جهة أولى و تحليل للوقائع و الأحداث و الظواهر "فالخبر مقدس و الرأي حر".
فهل حقيقة نستطيع الفصل بين الخبر و الرأي ؟ هو ممكن و غير دقيق وهو يبقى هدف مثالي يبقى كمقياس.

3. مصادر النص الإعلامي

هناك أنماط عديدة لتصنيف المصادر مثل مصادر رسمية" حكومة مؤسسات وطنية، نقابات" و مصادر غير رسمية" المواطنون، الشهاد، المختصون" مصادر وطنية " تقرير البنك المركزي" و مصادر دولية " تقرير البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي ".
ويمكن أن نقسم المصادر إلى صنفين اثنين أساسيين و هما:

المصادر الشفاهية : و يمكن أن نذكر منها :

1. الندوة الصحفية أو المؤتمر الصحفي : تشكل وسيلة تستخدمها المؤسسات الوطنية و الدولية لتبليغ صوتها إلى الصحافة و قد نمّى العالم الانجلوسكسوني شكلا خفيفا من أشكال الندوات الصحفية يتمثل في لقاء قصير بين مسؤول هام أو ناطق بلسانه و بين وسائل الإعلام أثناء وقوع حدث هام.
2. اللقاء الصحفي : ينظمه صحفيون مع شخصيات وطنية أو أجنبية زائرة و تبرمج هذه اللقاءات مسبقا و تتم بمبادرة من الجمعيات المهنية أو نواد الصحافيين.
3. نشاطات اجتماعية خاصة : حضور الولائم و اللقاءات التي تنظمها شخصيات أو مؤسسات أو سفارات و غيرها للاحتفال بحدث تاريخي أو لتكريم شخصية و هي لقاءات ثرية بالأخبار و السماع للتحاليل.
4. زيارات منظمة : زيارة بعض الأماكن التي يصعب دخول الجمهور إليها في العادة كالمراكز النووية و السجون و مما لا ينكر أن مثل هذه الزيارات تندرج ضمن إطار العمل الدعائي.
5. الاختصاصيين : الصحفي ابعد ما يكون عن دائرة المعارف المتجولة لذا يستنجد بالأخصائيين و يقيم معهم علاقات في مختلف الاختصاصات.
6. شهود العيان : قد يحدث أن يصل الإعلامي بعد وقوع الحدث و هنا عليه الاعتماد على الذين حضروا منذ بداية الحدث و أطواره و يمكن أن نميز بين الشهود غير المحترفين" كل إنسان حضر عرضا واقعة ما" و الشهود المحترفين" أعوان الأمن و الإسعاف و النجدة" كما يمثل الزملاء الذين سبقوا إلى مكان الحدث مصدرا لا يستهان به.
7. الخطب : و هي ذات قيمة متفاوتة منها ما أعدّ مسبقا و حرر من طرف أهل الاختصاص وهي تشكل وثائق مرجعية حقيقية ومنها ما هو مرتجل أجوف محرر بعجلة بحيث يكون خاليا من العنصر الإخباري تماما.
8. التصريح الصحفي : هو اتصال مباشر و شفاهي مع الصحافة و الدارج هو إدلاء المسؤول بتصريح في قاعات الشرف بالمطار.
9. الملتقيات والندوات العلمية: تنظمها المؤسسات الجامعية و الاقتصادية العمومية حول موضوع محور تستدعي له أخصائيون يتولون عرض أبحاثهم و مناقشة الموضوع المطروح وهي فرصة على الإعلامي أن لا تفوته.
10.الزملاء: يعتبر كل رجل إعلام مصدرا إعلاميا بالنسبة لسائر زملائه و في ذلك تنمية لأخلاقيات المهنة لديهم.
11.متابعة ما يكتب و يذاع: الاستماع بانتظام لبعض المحطات متوخيا في ذلك موقف المقارنة المنظمة حتى يكون مطلعا على مضمون النشرات الإخبارية لأبرز المحطات.
12.الإشاعة : هي خبر غير مؤكد تتناقله الأفواه و يروج بسرعة فائقة و هي تنمو في فترة التأزم خارج قنوات الاتصال الرسمية التي لا تتوصل بسبب غياب مصداقيتها إلى فرض نفسها على الجمهور باعتبارها المصدر الإعلامي الوحيد القيم. و تشكل بعض الإشاعات ما يسمّى عامة "بكرات اختبار" يطلقها محترفو الساسة ليقيموا ردّ فعل الجمهور كما تندرج في إطار الصراع بين أشخاص متنافسين أو بين جماعات متطاحنة و يقصد بها تحقير الخصم و التقليل من حظوته لدى الرأي العام.

المصادر المكتوبة

1. نشرات الوكالات الوطنية و العالمية: و هي تمكن من متابعة الأحداث الآنية و العاجلة.
2. الصحافة المكتوبة: و إزاء وفرة الإنتاج يجب الاختيار الذي يكون مرتبطا بالاختصاص.
3. البيانات الصحفية: و هو نص معد للصحافة و محرر خصيصا للنشر إما كليا أو جزئيا و المصدر هو الذي يتجه للصحافة في هذه الحالة. و يمثل البيان الصحفي مصدرا إعلاميا متزايد الأهمية. و يعود للإعلامي استخراج العنصر الإعلامي الذي يمكن أن يهم الجمهور من البيانات الصحفية.
4. المطبوعات الرسمية: ويطلق عليها الأدبيات الرسمية أو أدبيات الدولة التي لا يمكن للإعلامي أن يهملها.
5. الكتاب: على الإعلامي أن يعرف مختلف مصادر المعلومات المتعلقة بالكتاب: أدلة دور النشر، مصالح العلاقات العامة بدور النشر، معارض الكتاب... و تمثل الببليوغرافيا أنجع وسيلة استعلامية و أكثرها انتشارا فيما يتعلق بالكتب و هي قائمة مؤلفات يمثل ضمنها الكتاب بمؤلفه و عنوانه و سنة نشره و عدد صفحاته.
6. الدوريات العلمية : وهي دور النشر الكبرى و مراكز البحث و الجامعات العلمية تصدر كل نصف شهر أو كل شهر أو كل ثلاثة اشهر أو كل نصف سنة أو سنويا .
7. الكرونلوجيات : هي علم تحديد تواريخ الأحداث الهامة و هدفها تحديد تعاقب الأحداث في الزمن و هي في الغالب خبرا تكميليا يصاحب مقالا أو ملفا مخصصا لمسألة معينة توفر للإعلامي لمحة عن الوضع و تساعده على اختزان أهم مراحل بلد أو شخص أو مؤسسة بذاكرته.
8. تراجم الأعلام: التراجم الذاتية تمكن من معرفة ما يفعله أحد السياسيين في المستقبل القريب أو فهم الماضي القريب كما تمثل وسيلة لتنمية الاهتمام البشري و قطع الصلة مع التحليل الجاف للوقائع علما بان حياة البشر تهم البشر.
9. الموسوعات: تجعل القراءة الشاملة التي تنبني عليها أداة عمل قيمة بالنسبة الإعلامي الذي يرغب في الوقوف على حقيقة مفهوم صعب أو في تدقيق معارف غامضة يمتلكها.
و قبل كل هذه المصادر تعتبر الثقافة الخاصة في المقام الأول.
يسعى الإعلامي إلى نشر الخبر و كذلك يسعى المصدر فالمصدر له مصلحة أهم من مصلحة الإعلامي.المشكل في عدم تطابق المصلحة في بعض الأحيان و في صورة عدم التطابق تنشأ عادة احترام رغبة المصدر في كتمان بعض المعطيات الذي يراه البعض تواطؤ، مع إمكانية الإخلال بالوفاق الذي يؤدي إلى خسارة المصدر و السائد اليوم هو التعايش بين المصدر و الإعلامي.


• تقنيات الخبر الإعلامي


1. مدخــــــــــــــــــــل

في البداية لا بد من الوقوف عند تمييز أساسي بين الحدث و الخبر، فالحدث هو كل ما يجد في الحياة و يقع و سمته اللاتناهي ، في حين الخبر هو ما وقع استقاؤه من أحداث و رشح للنشر و هو محدود فعندما استقي احتفظ بأشياء و أهمل أشياء فمجموع الأخبار هو صورة رمزية عن الواقع و هي بطبيعة الحال منقوصة لكن لماذا نحرص على تعريف الخبر ؟
إن اختلاف وسائل الإعلام في تقدير الأخبار هو المؤشر الحقيقي في اتجاهات الشعب و اتجاهات الحكومة و العكس صحيح فان هذه الاتجاهات كثيرا ما تؤثر في وسائل الإعلام من ناحيتين :
* ناحية اختيار الأخبار.
* ناحية التوزيع و الانتشار.
و هكذا يصبح اختيار الأخبار عملا مهما في نظر الحكومات و الشعوب معا و من اجل ذلك وجب أن يدرس رجال الإعلام موضوع « تعريف الخبر" دراسة جيدة ليكونوا لأنفسهم رأيا واضحا في هذه المسألة.
يقولWillard G.Bleyer في كتابه "الصحيفة و تحريرها " : " الخبر الصحفي هو الجديد الذي يتلهف القراء على معرفته و الوقوف عليه بمجرد صدوره في الجريدة و معنى ذلك أن أحسن الأخبار الصحفية هو ما أثار اهتمام اكبر عدد ممكن من الناس ".
و يقول William Mauls by " هو وصف أو تقرير دقيق غير متحيز للحقائق الهامة حول واقعة جديدة تهم القراء".
و يقول Mac Don Gall " الخبر الصحفي تقرير عن حادث معين ترى الصحيفة في نشره وسيلة للربح المادي".
و يرى لورانس كامبل و ولسلي في Exbloring Journalism " وصف أو تقرير عن حادث أو موقف أو فكرة تنشره الصحيفة لأنه يهم القراء و لأنه يدر الربح على الناشرين".
و يقول كارل وارين " الأخبار هي بعض وجوه النشاط الإنساني الذي يهم الرأي العام و يسليه و يضيف إلى معلوماته جديدا " ، و بوجه عام الأخبار هي كل شيء لم تعلم به أمس.
إن تعريف الخبر ليس هينا فقد عقدت مجلة كوليير الأسبوعية الأمريكية ندوة جمعت فيها محرري الأخبار في أمريكا لكي يمدونها بتعريف صحيح للخبر الذي ينشر و لكن أعضاء الندوة اختلفوا فصدرت المجلة و هي تئن بعدد كبير من التعريفات المتباينة.

2. عنـــا صـــر الخــبـــر

عناصر الخبر هي الأجزاء المكونة للخبر و التي بدونها لا يصير الخبر خبرا و هي:
• الواقعية: يكون الخبر واقعيا و ملتزما يساهم في تقييم المجتمع و توجيهه و يجب أن يكشف العلاقة بين الحدث و المجتمع كما ينبغي أن يدرك المتلقي للخبر لماذا قدم الخبر الآن و اليوم.
• الجدة أو الحالية newness or freshness : من الضروري أن يكون الخبر جديدا يعني مجاريا للأحداث فهو أسرع مادة معرضة للتلف و الفساد بمجرد مرور ساعات على وقوعه و الخبر الجديد يفقد جدته و بالتالي قيمته إذا نشرته مؤسسة أخرى. و المؤسسات الأكثر جدية تختار التريث و تحاول التوفيق بين السرعة و الصدق.
• المكان: لمكان الحدث أهمية بالغة في تحديد أهمية الخبر و المكان مرتبط بالمحلية و الأحداث الأكثر قربا من المتلقي هي الأكثر أهمية بالنسبة إليه و نتحدث هنا عن مفهوم القرب.
• الفائدة أو المصلحة الشخصية أو العامةpersonal or puplical benefit: يوجد هذا العنصر في الأخبار التي تمس مصالح عدد كبير من القراء سواء كانت لصالحهم أو ضدهم كما يشمل الأخبار التي تشير إلى اختفاء بعض السلع التي تمس القارئ في صميم مصالحه.
• التوقيت timeliness: توقيت وقوع حدث قد يضيف إليه أهمية مضاعفة و قد يحدث العكس إذ أن درجة أهمية خبر عن وصول شحنة من السلاح إلى بلد في زمن الحرب تختلف عن أهميته في زمن السلم.
• الضخامة أو العدد و الحجمnumbers or size: الخبر الضخم هو الذي يثير اهتمام اكبر عدد و ضخامة الخبر تزداد بازدياد عدد المتتبعين له كما يرجع هذا المقياس إلى درجة ارتباطه بمكان هام أو موقع خطير.
• التشويق suspense: يدفع المتتبع إلى متابعة تفاصيله للوقوف على تطوره و هناك مستويات للخبر المشوق:
- أن يكون الخبر في حد ذاته مشوقا يجذب إلى الإطلاع عليه و متابعته حتى النهاية.
- خبر مشوق في حد ذاته و لكنه يدفعنا إلى تتبعه في الأيام التالية للوقوف على تطوره و أبعاده.
• الصراع conflit : في الحياة ألوان متعددة من الصراع و هي التي تعطي لبعض جوانب الحياة طابعها الدرامي و الخبر لا بد أن يشبع لدى متتبعه رغبته في تتبع هذا الجانب الدرامي من الحياة فالصراع يمثل أحد مراكز الاهتمام الرئيسية عند الإنسان.
• المنافسة compétition - conteste: تشمل ما يحدث في المسابقات و المباريات الرياضية و غيرها من ألوان المنافسة التي تجذب اهتمام متتبع الخبر.
• التوقع أو النتائج conséquence : جانبا كبيرا من أهمية الخبر هي في مدى ما يثيره لدى متتبعه من توقع لما ينتج أو ما يثيره من احتمالات و إيحاءات أو ما يطرحه في ذهنه من تساؤلات عن نتائج و عواقب هذا الخبر سواء عليه أو على المجتمع الذي يعيش فيه أو الوطن الذي ينتمي إليه.
• الغرابة و الطرافةnovelty – humor : عنصر الغرابة يشير إلى ذلك الجانب غير المألوف في الخبر الذي يقدم عكس ما اعتاد عليه الناس.
• الشهرة أو التبريز prominence : عادة ما يقال " الأسماء هي التي تصنع الأخبار " عنصر الشهرة لا يقتصر فقط على أخبار الأشخاص و إنما ينسحب على بعض الأماكن و الآثار و القضايا والكتب و كلما ازدادت شهرة الشخص الذي يتناوله الخبر ازدادت فرصته في احتلال مكان بارز على أعمدة الصحف و النشرات الإخبارية.
• الاهتمامات الإنسانية human interest: العنصر الإنساني عند القارئ سواء بالحب أو العطف أو الشفقة أو الكره أو الخوف هو الأكثر تأثيرا على عواطف القراء.
• الأهمية importance : ينتج عنصر الأهمية في الخبر من اتحاد العناصر الأخرى كالشهرة و الضخامة أو المصلحة مع التوقع فهو قد يختزل داخله أكثر من عنصر من عناصر الخبر و لكنه مع ذلك يملك قدرا كبيرا من التمييز عن العناصر الأخرى و ابرز ما يميزه انه يحمل في مضمونه معنى جاد حيث لا مجال لوصف أي حدث طريف أو غريب بأنه هام .
• الإثارة excitement : تلك الخاصية التي توجد في بعض الوقائع و الأحداث و تكسبها جاذبية شديدة إلى لفت انتباه الإنسان و مخاطبة بعض غرائزه الدقيقة رغم أن الإثارة يمكن أن تكون موضوعية بمعنى أن بعض الأخبار كالجرائم الشاذة أو الفضائح السياسية أو الاقتصادية أو المالية أو الاجتماعية تحتمل سمة الإثارة في وقائعها .
• تنوع عناصر استمالة المتلقي : الوقائع التي تحدث تأثيرا عاطفيا و تؤكد المغزى الأخلاقي و الاشتراكي " النضال – الأفعال الإنسانية المثيرة للدهشة و الإعجاب " العنصر الجنسي الإيحاء ،
أهمية الخبر أن يكون موحيا بأفكار متعددة و باحتمالات متنوعة الغموض و التشويق الخدمات الطرافة اجتماع أكثر من عامل من العوامل التي تعطي الخبر أهمية لمدى التغيير الذي يلحقه الخبر بحالة قائمة " وزن الخبر " أو عدد الذين يتأثرون بالخبر " سعة الخبر" أو مكان وقوع الخبر " قربه أو بعده " أو حداثة الخبر " وقتيته " أو ما الذي يترتب عليه " عاقبته" أو تنوع قيمه الإخبارية " تنوعه " .
خلاصة القول هناك عناصر هامة و هي الجدة و الصراع و المنافسة و ذلك على أساس ما كشفت عليه نتائج الدراسات من كون هذه العناصر هي عناصر محايدة فهي توجد في كل وسائل الإعلام المحافظة و الشعبية و المعتدلة و وجودها هذا لا يؤثر في تغيير شخصية وسيلة الإعلام فهي لا غنى عنها لكل الوسائل الإعلامية.

3. صفــــات الخــبــر

إذا كان الخبر لا يصير خبرا إلا بأجزائه فان الصفات قد توجد في الخبر أو لا توجد و إن كان عدم وجودها يعتبر إقلالا من قيمة الخبر و تشويه لسمعة المؤسسة الإعلامية التي تتجاهل الالتزام بهذه الصفات عند نشرها للخبر و من أهم هذه الصفات :
 الصحة: لا ينشر الخبر حتى يتم التأكد من صحته و التضحية بخبر غير مؤكد.
 الدقة : ضرورة أن يذكر الحقيقة الكاملة للحدث أو للواقعة دون حذف يخل بسياقها و يعطيها معنى أو تأثيرا مخالفا للحقيقة أو عكس ما كان يعطيه لو كان نشر كاملا أي دقيقا و عدم الدقة في الأخبار قد تأتي نتيجة السرعة أو الإهمال في الحصول على الخبر و كتابته و التعجيل بنشره دون تحري الدقة الواجبة فالخبر غير الدقيق هو الخبر الناقص سواء جاء عن عمد أو نتيجة الإهمال أو السرعة .
 الموضوعية : و هي عدم تحريف الخبر بالحذف أو الإضافة فالخبر لا يجب أن يتلون أو يتغير حسب الأهواء و يكفي أن المؤسسة في إمكانها أن تحجبه عن متتبعيها من الأصل فتمتنع عن نشره و هي تستطيع نشره و التعليق عليه بما يوضح وجهة نظرها في مضمون الخبر سواء كانت تتفق مع هذا المضمون أو تختلف.