في ليلة حزينة
في ليلة حزينة دمعت فيها عيناي ونطقت دموعي بأصدق الكلمات
في ليلة حزينة تركت أحزاني تكتب عني قصة الوفاء والوفى والفناء
في ليلة حزينة نظرت إلى القدس وحلمت بالقدس سيدة المقدسيات
كانت دمائي تتحدث بآسمي وترسم عني آبتسامة الحياة
بدمها المغدور ببراءتها تتنهت وقالت متى اللقاء
في هدا الموعد في هدا المكان
كانت نظرات صبية كانت ضحكات شيوخ وزغاريد نساء
في هدا المكان
كان سوق وناس وزمان ورجال وأطفال وأحلام
في هدا المكان
كانت روح وكان أمل وأمان وكانت حياة
في ليلة حزينة سقطت كل الأمنيات وغرقت في بحر الظلام
لم أجد من يمضي بي قدما إلى الأمام وقدمي قد وقع في مصيدة الأفاع
ضحكت عندما قالو أن الحق المهظوم يتساوى مع الجاني وأن المجني عليه يكفيه الهدنة مقابل السلام
أما كان الحق حقه بالكامل لا بالتساوي
أما كانت الحرية ملك وليس آمتلاك
عجيب أمركم يا قوم ومتى كان الناس عبيدا وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار
في ليلة حزينة
رفعت قلمي ورقمت أرقامي ووضعت نقاطا على حروفي ووضعت الحروف على نصابها ونصبت
رؤوسا لأقلامي شاهدة على ليلي الحزين
شاهدة على صرخة طفل يتيم ودمع أسير وقلب كليم وطفل حجارة
لا يهاب عدو الظلام
في ليلة حزينة كنت أنا القدس أتحدث بآسمها وأصلي صلاتي الأخيرة على أبوابها الشريفة
في ليلة حزينة دمعت جراحي وتكبلت سلاسل قيدي
كان لي بيت وخبز وخيل وخرير مياه
كان لي أرض وزرع وغصن زيتون أحكي له الملام
أبكي وأبكي وتسقط دموعي على خدي وأمسح دموعي حتى لا تصل حلقي
وحتى لا يتعب خدي من شدة الجراح
ليلاي وليالي وليال عشتها كصقر جريح مكسور الجناح
بيني وبين النور طلعة شمس وأصل الصراح
بيني وبين الأسر خطوة قدم وفيه مللت الحصار
بيني وبين الحرية باب وبابي موصد منفي منسي مبتلى بالألم والجراح
حقيقتي أني أسيروأني سليب الحق وأني معار في أرض الغريب
فلا غربتي هونت علي آلامي ولا وطني هان علي تركه في العداب
سألت قومي عن حالي فأخبروني عن قصة بطل عاش مرفوع الرأس ويوم موته
مات بسحر آمرأة غربية أسكتت روحه في التراب
سألت قومي عن حالي فكنت كالناطق مع الصخر والجماد بلا جواب
في ليلة حزينة صحوت مفزوعا والعرق على جبيني يغسل وجهي ويتقاطر مثل الأمطار
حلمت أن الشمس تشرق غربا وأن الشرق غربت فيه شمس النهار
أيومي ذاك آقترب حسابه أم أن خوفي من القادم أخفق في خصلة الشجعان
بالأمس كنت سيفا واليوم صرت صقرا
قصت جناحاه فصار حقلا لتجارب الغربان
بالأمس كنت رمزا واليوم صرت نايا
يرثي أحواله على رقصات غربية تستمع بعرض الأجساد
بين الأمس واليوم والغد ليس عندي ما أقوله لكن القول
صار عيبا في زماني إن لم يكن سيد الأفعال
فأغثني يامن تحمل دمي وعرقي ونسلي ورايتي وغايتي وأمري ومري
أغثني وآرفعني من هدا الأسر الدي دفنني حيا
وكسر عظامي وجعل كفني منسيا منفيا
في ظلمات الأنقاض
في دمعي الجريح
وفي ليلي الحزين
حيث المدائن والكنائس دقت أجراسها
وحيث المساجد رفعت صوامعها نداءا للصلاة
لفجر جديد ويوم جديد
وحلم يأخد ليلي الحزين
إلى صوت الزغاريد وأغاني الصبايا بفرحة العيد
إلى حلم النصر إلى حلم النصر وذاك موعد الشهيد