مهداة للفنان العربي سعدون جابر
سالت على ورقي المهووس ذات مـــــــــــــسا
سحائب الرّوح وانساب الضنى نفــــــــــــــــسا
رقّت مساريه فارتدّ الدّجى وتـــــــــــــــــــــــرا
شدّ الفؤاد إلى أطرافه قبــــــــــــــــــــــــــــــسا
أضحى حريقا فلم أشفق على ورقــــــــــــــــــي
علّي أطهّره أو أفتديه عـــــــــــــــــــــــــــــــسى
وردّدت جنبات الكون حرقــــــــــــــــــــــــــــته
حتّى استحال الصّدى من خفقه جــــــــــــــــرسا
سرنا على نقره عشقين وجهتـــــــــــــــــــــــــنا
عمق المدى حيث أغفى الشّوق واحتبــــــــــــسا
قلنا نجاوز طوق الموت في جســـــــــــــــــــــد
أرخى النّهار على جدرانه دنــــــــــــــــــــــــسا
و قل نفتّش كي نهدى إلى زمـــــــــــــــــــــــــن
فوق الزّمان وفوق الكائنات رســـــــــــــــــــــــا
قد نطلق الرّوح في مجرى عوالمــــــــــــــــــها
وقد نطوّع في أجسادنا اليبـــــــــــــــــــــــــــسا
بيني وبينك يا ذا الشّوق ما علــــــــــــــــــــمت
هذي المساءات فانقادت لنا سلـــــــــــــــــــــسا
بتنا نقسّم عطر الرّوح ذا نغــــــــــــــــــــــــــم
أسرت به الجنّ تستعدي لنا الأنـــــــــــــــــــسا
وتلك قافية صبّت على وتــــــــــــــــــــــــــــــر
بغير ما دندن العشّاق ما نبـــــــــــــــــــــــــسا
خذني مثاني في عود تبوح لـــــــــــــــــــــــــه
واركب مثالث واركب عشقنا فـــــــــــــــــرسا
واعبر نسائم من نهريك عـــــــــــــــــــــطّرها
حادي الصّبابة ما غشّى النّـــــــــــــفوس أسى
بيني وبينك ما غنّاه مجــــــــــــــــــــــــــــردة
عندي وأنشده نهراك وانبجــــــــــــــــــــــــسا
بيني وبينك شطآن وما حمــــــــــــــــــــــــلت
ريح الصّبا بينها الأشواق و(الونــــــــــــــسا)*
هات اسقني برد ذاك الماء قد نــــــــــــــظرت
هذي القواحل من نهريك إذ همـــــــــــــــــــسا
هات اسقني لم أزل وحدي على ظمــــــــــــئي
وهم تساقوا أجاج الماء والنّجــــــــــــــــــــــسا
هات اسقني لم يزل وجهي بســــــــــــــــــمرته
ومثل عهدك بالكفّين ما ملـــــــــــــــــــــــــــسا
ولم أزل عربيّا فوق عجــــــــــــــــــــــــــمتهم
ولا يزال لساني معربا شكــــــــــــــــــــــــــسا
ألقى لي النّخل ذاك العنفوان كـــــــــــــــــــــما
ولاّك من شوقه للسّحب ما لمــــــــــــــــــــــسا
هزّت إليها بجذع النّخل مرضعـــــــــــــــــــتي
مذ (طرّف)* البسر في عرجونها ســــــــــدسا
وعلّمتني وقوف النّخل في زمـــــــــــــــــــــــن
يسّاقط القوم في إعصاره نكــــــــــــــــــــــــسا
هات اسقني من شموخ النّخل نزعــــــــــــــــته
للإنتماء وعزّ النّخل منغــــــــــــــــــــــــــــرسا
لم تنتبذ بي قصيّا من مواضــــــــــــــــــــــــعها
ولم أصم عن جليّ القول محـــــــــــــــــــــترسا
فلم أكن نفخة علويّة هبــــــــــــــــــــــــــــــطت
ولا مسيحا بباب الرّب لا قـــــــــــــــــــــــــدسا
ولا نبيّا حمي من ركن عصــــــــــــــــــــــــمته
فما تخطّيت في مطويّها الحــــــــــــــــــــــــدسا
ولست أترك وجهي عند صفعـــــــــــــــــــــتهم
فقد يقولون مصفوع وما عبــــــــــــــــــــــــــسا
أنا ذنوب الورى في كفّ معـــــــــــــــــــــترف
أكنت تغفر لي صمتي رضى دنـــــــــــــــــــسا
بيني وبينك...لا...لا أدّعي كــــــــــــــــــــــــذبا
خوارق الدّهر ما أبلى وما لبــــــــــــــــــــــــسا
بيني وبينك هذي القيروان وقـــــــــــــــــــــــــد
أقعى الزّمان على أعتابها حــــــــــــــــــــــرسا
بيني وبينك بغدان التي شهـــــــــــــــــــــــــدت
طيّ الطّواغيت مذ يعلي الألى الأســــــــــــــسا
بيني وبينك ماضينا وحاضـــــــــــــــــــــــــرنا
وبيننا قادم الأيّام ما غـــــــــــــــــــــــــــــــرسا
هات اسقني من رحيق الذّكريات نـــــــــــــــدى
علّي أطرّز من ألوانهنّ كـــــــــــــــــــــــــــسا
بيني وبينك أهداب مــــــــــــــــــــــــــــراودها
غمد المكاحل لم تحفل بهنّ نـــــــــــــــــــــــسا
أرخين يا صاحبي ظلاّ على مقــــــــــفر الــــ
أرواح، واكبدي، بردا ومؤتنـــــــــــــــــــــــسا
ها أنت تعلم أن لو بثن شاهــــــــــــــــــــــــــدة
كنّا اجتمعنا إلى أهدابها قســــــــــــــــــــــــــسا
كنّا انتجعنا على مرمى نواظـــــــــــــــــــــرها
وكان أسعدنا إشراقها (ونــــــــــــــــــــــــــسا)
مرّت بثينة لم تحفل بحاجتــــــــــــــــــــــــــــنا
فاعبر لحاجتنا الأسوار والعســـــــــــــــــــــسا
واعبر تفاصيل هذا اللّيل منهـــــــــــــــــــــمرا
ضوءا تفجّر في الأصباغ وانعكــــــــــــــــــسا
إنّي لأدري وتدري ــ والمكان غــــــــــــــــــدا
غير المكان وغير الدّهرــ ما وكـــــــــــــــــسا
ها أنت تسبر قاع اللّيل متــــــــــــــــــــــــــئدا
وها أنا أركب الأوهام والهـــــــــــــــــــــــوسا
تكاد ــ لولا اعتيادي الهمّ ــ تعصف بــــــــــــي
هذي السّموم التي يجرونها نحــــــــــــــــــــسا
ما بين ماءين قد باتوا على عطــــــــــــــــــــش
وبين ماءين أغضى زرعهم يبــــــــــــــــــــسا
وبين ماءين يرفضّ الغمام علــــــــــــــــــــــى
غيظ ويبتدر الإدبار محتبــــــــــــــــــــــــــــسا
ما بال أهلك يا ذا الهمّ زامرهـــــــــــــــــــــــم
صمّ المسامع لا أودى ولا خــــــــــــــــــــــرسا
هذي غزيّة لم تترك عوائـــــــــــــــــــــــــــدها
ولم أكن مخلفا عهدي ولا نكــــــــــــــــــــــــسا
ولم أكن مغمضا ــ لولا غوايتهـــــــــــــــــــم ــ
ولم أكن مبصرا إلاّ بهم غلـــــــــــــــــــــــــــسا
هل كنت مبلغهم أنّي ــ ومن حـــــــــــــــزني ــ
أعالج اللّيل في غفواتهم يئــــــــــــــــــــــــــــسا
هذا دمي ليس لي إلاّه أعطــــــــــــــــــــــــــــية
وذي ضلوعي اطرحوها بينكم حبـــــــــــــــــسا
...
هذا اتّقادي ولم تضرم مواقـــــــــــــــــــــــدكم
قبل الرّحيل استمدّوا منه مقتبـــــــــــــــــــــــسا
ألوى لساني فحيح الموت في طرقـــــــــــــــــي
وعطّلتني قيود جـــــــــــــــــــــــــــــــمّة ورسا
أنّى توجّهت كان اللّيل في أثـــــــــــــــــــــــري
وحيث ولّيت ألفي حولي العســــــــــــــــــــــسا
ما كنت أجرب إلاّ أنّ لي قلــــــــــــــــــــــــــما
ملّ المكاره فاستعلى وما انتكــــــــــــــــــــــسا
أضرمت منه الذي أنقذت من صحــــــــــــــفي
حتى أطهّرها أو لا تكون ، عـــــــــــــــــــــسى
أو كنت منصرفا عنّي إلى زمـــــــــــــــــــــــن
بعد الزّمان وبعد الكائــــــــــــــــــــــــنات رسا
جمال الصليعي
ـ دوز ـ جوان 1993
وأنا أهديها بدوري إلى كل أعضاء نجاح نت
07-18-2009, 05:33 PM
الشاعر جمال الصليعي:حاجتي والأسوار(السينية)
رد: الشاعر جمال الصليعي:حاجتي والأسوار(السينية)
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
