العودة   نجاح نت > المنتديات العامة > المنتدى الاسلامي

المنتدى الاسلامي خاص بكل ما يتعلق بديننا الاسلامي من خطب ومحاضرات واناشيد إسلامية وكدلك أدعية وصور اسلامية وما اليه

إضافة رد
أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع
قديم 11-16-2009, 07:51 PM
  #1
ابا محمد
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 23
ابا محمد is on a distinguished road
Thumbs up رسالة الى كل طالب ضروري ان تقرا هده الرسالة ضروري ان اردت الفلاح

الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فهذه هي الطبعة الثالثة من: =رسالة إلى طالب نجيب+ وقد حوت على زيادات، وتعديلات؛ فأسأل الله_بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى_أن ينفع بها، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.









الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:
فبينما كنت أقلّب أوراقاً قديمة وجدت من بينها صورةً لرسالة كتبتها منذ فترةٍ لطالبٍ نجيبٍ.
وعندما اطلعت على تلك الرسالة بدا لي أن تنشر؛ رجاء عموم النفع، ولقلة الرسائل التي توجه إلى الطلاب النجباء.
فها هي الرسالة مع بعض التعديلات اليسيرة، أوجهها لإخواني الطلاب سائلاً المولى أن ينفع بها، ويجعلها في موازين الحسنات يوم نلقاه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

7/4/1416هـ








الأخ الحبيب، والطالب النجيب...
وفقه الله، وسدد على الخير خُطاه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأزفُّ إليك تحيةً أرقَّ من النسيم العليل، وأندى من الشَّمْأل البليل، وأكتب إليك هذه الكلمات التي ملؤها الحبُّ والودُّ، والإشفاق، والتأميل.
أخي الحبيب، أكتب هذه الكلمات محباً لك؛ لأنك مسلمٌ، وللمسلم على أخيه المسلم حقٌّ عظيمٌ، ولعل واجبَ النصيحة أعظمُ ما يبذل من حق.
وأكتَبها مُشْفقاً عليك من نزغات الشيطان، ومن شرِّ نزعات النفس، وصحبة الأشرار الأنذال.
ومؤملاً فيك الخيرَ الكثيرَ، والمجدَ والسُّؤدَدَ، والرِّفْعةَ والعلو.
ومذكراً لك ببعض النعم التي لا تزال تترا إليك، وتترادفُ عليك؛ فلقد أنعمَ الله عليك بنعم جُلَّى، وامتن عليك بمنن كبرى، تستوجب الشكر؛ لتَدِرَّ وتَقِرَّ.
لقد مَنَّ الله عليك قبل كل شيء بالإسلام، وأيُّ نعمة أجلُّ وأعظمُ من تلك النعمة، ومنَّ عليك بالعلم، فيسَّرَ لك طريقه، وأعانك على سلوك سبيله، و =من يُرد الله به خيراً يُفقِّهه في الدين+.
وإن من شكر تلك النعم أن تَرْنُوَ للأمثل، وتهفوَ للأكمل، وألا تلتفتَ إلى الوراء، ولا تقنع بما دون السماء.
وإني من خلال الأسطر التالية موصيك بأمور أنا _والله_ أحوجُ منك إليها، ولكني آمل ألا أحرمَ رؤيتها ماثلةً في شخص من أُحبُّ، وأودُّ له كلَّ خير وفلاح، وإليك هذه الوصايا:
1 _ التقوى: فتقوى الله هي جماعُ الأمر، وهي أسُّ الفلاح، ورأسُ النجاح، وهي العُدَّةُ في الشدائد، والعون في الملمات، وهي مهبط الرَّوح والطمأنينة، ومتنزل الصبر والسكينة، وهي مرقاة العز، ومعراج السمو إلى السماء وهي التي تثبت الأقدام في المزالق، وتربط على القلوب في الفتن؛ فالزمها، وصيِّرها لنفسك رأس مال، فهي_والله_خير لباس تَزَيَّنْتَ به، وخيرُ بضاعة ملكتها يداك.
2 _ الصبر والمصابرة، والجد والمثابرة: فالله الله بالصبر؛ فالصبر دواء ناجعٌ، وعلاجٌ نافع، فما أطيبَ عوائدَه، وما أكثر فوائده؛ فاصبر على طاعة الله، واصبر عن معصية الله، واصبر على قدر الله، واصبر ثم اصبر على طلب العلم، واعلم أن من لم يَعْرَقْ في طلب العلم جبينه_لم يُعْرِقْ في مدارج الكمال، ومراتب الفضيلة.
ولله درُّ العالم الحبر، والإمام البحر، محمد بن إدريس الشافعي×إذ يقول:
اصبر على مُرِّ الجفا من معلم




فإنَّ رسوبَ العلم في نفراته



ومن لم يَذُقْ مرَّ التَّعلُّمِ ساعةً




تَجَرَّع ذلَّ الجهل طولَ حياته



ومن فاتَه التعليمُ وقتَ شبابه





فَكبِّر عليه أربعاً لوفاته



وذاتُ الفتى _والله_ في العلم والتقى




إذا لم يكونا لا اعتبارَ لذاته




* ورحم الله الرافعي حين قال:
ومن يَجِدَّ يَجدْ والنفس إن تعبت




فربما راحةٌ جاءت من التعب



ويلٌ لمن عاش في لهو وفي لعب




فَمِيْتَةُ المجدِ بين اللهو واللعب



* وحين قال حاثَّاً على اطِّراح الكَسل، موصياً بالجِدِّ:
غير أن الكسول في كل يوم




يجد اليومَ كله أهوالا


ويرى الكتْب والدفاتر والأق




لام والدرس كلَّها أحمالا


من يقمْ بالأمور بالجد يهنا




والشَّقا للذين [قاموا كسالى]



* وقال:
لقد كذَّب الآمال مَنْ كان كسلانا




وأجْدَرُ بالأحلام من بات وسنانا


ومن لم يعانِ الجدَّ في كل أمره




رأى كلَّ أمرٍ بالعواقب خذلانا


فمن كان مقداماً فقد فاز جَدُّه




وباء بكل الويل من ظل حيرانا



3 _ تبجيل المعلمين واحترامهم: فالله الله باحترام كل معلم لك، ولو كان ناقصاً في نظرك، فَخُذْ ما عنده من خير، وعليك بتبجيله، وتوجيبه، والدعاء له، والثناء عليه، وإلا فلا أقلَّ من أن تُقْصرَ عن ذمِّه وعيبه.
ثم إن وقع المعلم في خطأ ما، وأردت لفْتَ نظره إلى ذلك_فلا تقل: أخطأتَ، أو نحو ذلك، وإنما ليكن تَنْبيهُكَ بأجمل عبارة، وألطف إشارة، يدرك بها المعلمُ خطأه، دون أن تُشَوِّش عليه قَلْبَه.
4 _ الحرص على الاستفادة: فالعاقل اللبيب يحرص على الإفادة من كل أحد؛ فيستفيد الأدب، وحسن الخلق، وحسن السمت والهدي من الأتقياء، والكرماء، وأهل المروءات.
بل ويفيد من الحمقى، وسيئي الأخلاق، وذلك بأن يستشعر قُبحَ صنيعهم، ويتجنبَ كلَّ ما يفضي إلى التخلق بأخلاقهم.
بل إن العاقل الفطن يستفيد حتى من الحيوانات، كما قال ذلك غير واحد من أهل العلم أخذاً من قوله_تعالى_:[وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ](الأنعام: 38)، قال بعض أهل العلم: إن الشبه بين بني آدم والبهائم إنما هو في الطباع، فمنهم من يتطوس كالطاووس، ومنهم من يَهْتصرُ اهتصارَ الأسد، ومنهم من هِمَّتُه كالجعلان، وهكذا...
قيل لأحد العقلاء: ممن استفدت السماحة والكرم؟. قال: من الديك؛ يُلقى له الحَبَّ، فلا تطيب نفسه حتى يَجْمَعَ دجاجاتِهِ ويُفَرِّقَ الحَبَّ بينها.
وقيل لأحدهم: ممن تعلمتَ عِزَّةَ النَّفْس ؟. قال: من أشراف الأسودِ وكرامها؛ فإنها لو جَهَدَها الجوعُ لم تأكل من فريسة غيرها.
وقيل لآخر: ممن تعلمت الحرص ؟ قال: من النملة. وهكذا دواليك...
5_ المحافظة على الوقت: فالوقت رأس مالك، وهو أَجَلُّ ما عنيت بحفظه، والحكيم الخبير من يَقْدُر الوقت حق قدره، ولا يتخذه وعاءً لأبخس الأشياء، أو أسخف الكلام، ويعلم أنه أجل شيء يصان عن الإضاعة والإهمال، ويَقْصُره على المساعي الحميدة التي ترضي الله، وتنفع الناس.
أما من كتب على نفسه البطالة فقد رضي لها بأسوأ الحرف، وأخسها؛ إذ لا صُنْعَ لهذا المحترف غالباً إلا التمضمض بكلمات التشنيع، والتسخط على ما يفعله غيره وإن غَزُرَتْ فائدته، ولا تراه إلا متردداً على المجالس التي تساق إليها بضائع اللهو؛ ليكون أحد الحاملين لأسفارها.
6 _ علو الهمة: فلا تنظر إلى من هو دونك في أمور الدين والعلم وسائر الفضائل، بل انظر إلى من هو أعلى منك، ولا تنظر إلى من هو أعلى منك في المال، والصحة، والجاه، بل انظر إلى من هو دونك.
فكن متطلباً للكمالات، ناشداً للمعالي، متجافياً عن سفْسَافِ الأمور، ومرذول الأخلاق.
ولا تشغل نَفْسَك بتوافه الأمور ومحقراتها؛ فإن هذا يعوق سيرك، ويحط من قدرك.
إذا ما علا المرءُ رام العُلا




ويقنعُ بالدون من كان دونا



7 _ شرف النفس: فذلك يوجب لك أن تنأى عن الأسباب التي تحطها، وتضع قدرها، وتخفض منزلتها، وتحقِّرها، وتسوِّي بينها وبين السفلة؛ وإنما تعلو قيمة المرء، وتسمو مكانته بقدر نصيبه من بُعْد الهمة، وشرف النفس.
وإذا عَلِمَتْ نفسٌ طاب عنصرها، وشَرُفَ وِجْدانُها أن مطمح الهمم إنما هي غاية، وحياةٌ وراء حياتها الطبيعية_لم تقف عند حدِّ غذاء يَقُوتُها، وكساءٍ يسترها، ومسكنٍ تأوي إليه.
بل لا تستفيق جهدها، ولا يطمئن بها قرارها إلا إذا بلغت مجداً يصعد بها إلى أن تختلط بكواكب الجوزاء.
* قال منصور الهروي:
خلقت أبيَّ النفس لا أتبع الهوى




ولا أستقي إلا من المشرب الأصفى


ولا أحمل الأثقال في طلب العلا




ولا أبتغي معروف من سامني خسفا


ولست على طبع الذباب متى يُذَدْ




عن الشيء يسقط فيه وهو يرى الحتفا




8 _ العفةَ العفةَ: فهي تتولد من الحياء من الله، ومن شرف النفس وزكائها، وحَمِيَّتها، وأنفَتها.
ومن العفة ألا تكون عبداً لشهواتك، مسترسلاً مع كافة رغباتك؛ فالنفس لا تقف عند حدٍّ.
ومَنْ يُطعم النفسَ ما تشتهي




كَمَنْ يطعمُ النار جَزْلَ الحطبْ



ولا يكون من وراء اتباع الشهواتِ إلا إذلالُ النفس، وموت الشرف، والضعةُ، والتسفُّل.
وإن من عجائب حكمة الله أن جعل مع الفضيلة ثوابها؛ من الصحة والنشاط، وحُسْن الأحدوثة، وجعل مع الرذيلة عقابها، من المرض، والحِطّة، وسوء السمعة.
ولَرُبَّ رجلٍ ما جاوز الثلاثين يبدو مما جار على نفسه كابن ستين، وابن ستينَ يبدو من العفاف كشابٍّ دون الثلاثين.
وبالجملة: فشرف النفس وزكاؤها يقودان إلى العفة والتسامي، والمرء بين عاطفة تخدعه، وشهوة تتغلب عليه؛ فمتى لم يجد من عقله سائساً، ومن دينه وازعاً يصارعان الميول، ويقاومان الضعف والهوى_وقع في الخطايا، وانغمس في الشرور والرذائل.
وإن قوي على عصيان الهوى، والنفس، والشيطان، والشهوة، وثبت في مواقف هذا الصراع الهائل_كان في عداد المجاهدين، وترتب على انتصاره وفوزه جميعُ المكارم، والفضائل التي تنتهي به إلى خيري الدنيا والآخرة.
9 _ الإحسان إلى الناس: فبذلك تُرضي ربَّك، وتكْسِبُ ودَّ إخوانك، وتنال الخيرات، وتنهالُ عليك البركاتُ؛ ذلك أن الإحسان إلى الناس شأنُه جلل، وأمره عظيم.
ومن مظاهر ذلك: أن تعينَ زملاءك، وأن تَفْتَح لهم صدْركَ، وألا تبخل عليهم بإعانةٍ، أو مشورة، أو نصيحة، أو تعليم أو مناقَشَةٍ، أو غير ذلك...
ومن ذلك: أن تحمل همَّهم، ولا تُحمِّلهم همَّك، وأن تُحسن إليهم، وتتغاضى عن هفواتهم، ولا تطالبهم بالمقابل؛ فإن ذلك دأبُ النبلاء، وأدبُ الفضلاء، ممن تمت مُرُوءَتُهم، وكمل سُؤْدَدُهم، وتناهى فَضلُهُم، حتى إن ذلك السلوكَ ليروقُ كلَّ الناس على اختلاف مشاربهم، بل إن أهل الجاهلية كانوا لا يعدلون بتلك الخلال شيئًا، وكانوا يسمون من اتصف بها =السيد المُعَمَّمَ+ ويَعْنُون بذلك أن كل جناية من جنايات القبيلة معصوبةٌ بعمامته، وبرأسه.
10 _ حافظ على أدب المحادثة: فلا تقاطعْ متحدثاً، ولا تستخفنَّ بحديثه، أو تبادر إلى تكذيبه وتَخْطِئَتِهِ، ولا تقم مِنْ عنده وهو يتحدث ما لم تستأذن منه، ولا تنازعْه الحديث أو تُكْمِلْه إذا شرع فيه، بل أقْبِل عليه بوجهك وسمعك، وأصِخْ إليه ولو كنت قد سمعت حَدِيثَهُ من قبلِ؛ فإن ذلك من مُقَومات المروءة.
وإياك والهذرَ، والحديثَ عن النفس على سبيل المفاخرة والاستطالة، ولا تتحدث عند من لا يرغب في حديثك، ولا تجرح مشاعر الآخرين، ولا تُواجهْهُمْ بما يكرهون، ولا تتحدثْ بما لا يناسب المقام، وجانب التَّفَحُّشَ في القول، وبذاءةَ اللسان، وذكرَ العبارات التي يمجها الذوق السليم.
ولا تسكت في محل الحاجة، ولا ترفع الصوتَ بلا داع، وإياك وكثرةَ الجدل؛ فإنه يذهب بالبهجة، ويجلب الضغينةَ، ويمحق المودات، ويقودُ إلى العداوات.
واعلم أنَّ للِّسان آفاتٍ كثيرةً؛ فإن أطلقت له العنان قادك إلى الهلكات، ونزل بك إلى حضيض الدركات.
رأيتُ اللسانَ على أهْلِهِ




إذا سَاسَهُ الجهلُ لَيْثاً مُغِيرا



11 _ قَيّد العلم بالكتابة: فاحرص على كتابة ما تسمعه من تحقيق بحث، أو حكمة تشريع، أو نُكْتَةٍ غريبة في بابها، أو قصة بديعة، أو نحو ذلك، كما كان عليه السلفُ، فَخَلَّدوا لنا بذلك ذكْرًا لا ينسى.
ولا تكسل عن الكتابة بحجة أنك تعلم أن تلك الفائدة، أو هاتيك الشاردة في الكتاب الفلاني.
ومما يستحسن في ذلك أن تصطحب معك مذكرةً تضعها في جيبك؛ لتكتب بها خواطرك، ونفيس ما تسمعه؛ فإنَّ إهمالَ الفوائد خسارةٌ كبرى.
العلمُ صيدٌ والكتابةُ قَيْدُه




قَيِّد صيودَك بالحبال الواثقهْ


فمن الحماقة أن تصيدَ غزالةً




وتُسِيمَها بين الخلائق طالقهْ



12_ تدرّب على الخطابة: فعَوِّد نفسك على إلقاء الكلمات، سواء أمام زملائك، أو أمام مدرسيك، أو في مجامع الناس؛ فالخطابة من مقومات المروءة، ومن ضروب الشجاعة الأدبية، وهي مما يعينك على بثِّ العلم، ونفع الناس.
فلا يَقْعُدَنَّ بك الخوفُ عن اكتساب تلك الخصلة الشريفة؛ إذ ليس من شرط الشجاعة ألا يجد المرءُ في نفسه الخوف من الكلام أو الإقدام؛ فذلك شعورٌ يجده كُلُّ أحدٍ إذا هو همَّ بعمل جديد أو كبير.
بل يكفي في شجاعة الرجل ألا يَعْظُمَ الخوفُ في نفسه، حتى يمنعه من الإقدام، أو يرجع به إلى الانهزام.
فَثقْ بنفسك، وتوكَّل على ربك، وخُذْ بالأسباب، فأعدَّ للكلمة جيداً، خصوصاً في بداياتك، ثم وطِّن نفسك على الصبر عند الصدمة الأولى، وإياك وتضخيم النتائج؛ فهبْ أنك تكلمت مرة فأخطأت أو لم تُجِدْ، ماذا في الأمر ؟ لا شيء؛ فكلُّ أحد عرضةٌ للخطأ، بل إن الخطأ هو طريق الصواب؛ فلا تُعَظِّم شأن الخطأ في نفسك، ولا تبال بلمز الناس وعيبهم؛ فالسلامة منهم عزيزةُ المنال.
ليس يخلو المرء من ضدٍّ ولوْ




حاول العزلة في رأس جَبَل



ثم انظر في عواقب الأمور؛ فهل ستدع اكتساب هذه الخصلة، وتعيش طوال عمرك وأنت لا تجيدها ؟ أترك الجواب، وأقول لك: بل عوِّد نفسك، ودرِّبْها مرة بعد أخرى، حتى تألف الخطابة، وتعتادها، فتكون_بمشيئة الله _ خطيباً مِصْقَعاً تؤثِّرُ في الناس، وتهزُّ أعواد المنابر، لا تُقَيِّدُك حُبْسةٌ، ولا يثنيك جماح؛ و=إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم+.
13 _ لا تجعل الدنيا أكبر همّك ولا مبلغ علمك: فلا تتألَّمْ إذا أعرضت عنك؛ فلو عَرَضَتْ لك لشغلتك عن كسب الفضائل، وقلّما يتعمق في العلم ذو ثروة، بل أَعْرِضْ عنها، واصرف همك لطلب العلم؛ فإنه_والله_هو زينتك وحليتك، فإذا تمكنت من العلم وشهرت به_خُطبت من كل جهة، وجاءتك الدنيا ذليلة صاغرة، ورحم الله الإمام الشوكاني إذ يقول:
ألا إن الفتى رب المعالي




إذا حقَّقْتَ لا ربُّ الثراءِ


ومن حاز الفضائل غير وانٍ




فذاك هو الفتى كل الفتاءِ


فما الشرف الرفيع بحسنِ ثوبٍ




ولا دارٍ مشيَّدةِ البناءِ


ولا بنفوذ قولٍ في البرايا




فإن نفوذه أصلُ البلاءِ


فرأس المجد عند الحرِّ علمٌ




يجود به على غادٍ وجائي



14 _ واعلم ثُمَّ اعلم فضلَ العلم: فإن للعلم عبقاً وعَرْفاَ ينادي على صاحبه، ونوراً وضياءً يُشْرقُ عليه، ويدل الناس إليه، كتاجر المسك لا يخفى مكانُهُ، ولا تُجْهَل بضاعتُه.
والعلم زينة أهله بين الورى




سيان فيه أخو الغنى والمُعْدَمُ


لا فخر في نسب لمن لم يفتخر




بالعلم لولا النابُ ذلَّ الضيْغَمُ



وأخو العلا يسعى فيدرك ما ابتغى




وسواه في أيامه يَتَظَلَّمُ



والخاملون إذا غدوت تلومهم




حسبوك في أسماعهم تَتَرنَّمُ



في الناس أموات كأحياء الوغى




وخزُ الأسنةِ فيهمُ لا يؤلمُ



فاصدم جهالتهم بعلمك إنما




صدمُ الجهالة بالمعارف أحزم



واملأ فؤادك رحمة لذوي الأسى




لا يرحم الرحمن من لا يرحمُ




* ورحم الله ابن الوردي حين قال:
اطلبِ العلمَ ولا تكسلْ فما




أبعدَ الخيرَ على أهل الكسلْ



في ازدياد العلم إرغام العدا




وجمالُ العلم إصلاحُ العملْ



لا تقل قد ذهبت أربابُهُ




كلُّ من سار على الدرب وَصَلْ




15_ تجنَّب الغلظة والشدة، وإياك والتخاذل والرخاوة الزائدة:
عليك بأوساط الأمور؛ فإنها




نجاةٌ ولا تركبْ ذلولاً ولا صَعْبا



16 _ لا تَترفع بحيث تُستثقل، ولا تتنازل بحيث تُستخس وتستحقر: واعلم بأن السلامة أن تنجو من دائين قاتلين: أحدهما الغرور، وثانيهما المبالغة في احتقار النفس؛ فالإنسان السوي الذي ينظر الأمور كما هي_هو ذاك الذي يسير على حد الاعتدال؛ فلا يُغَرُّ بما عنده من ذكاء، وعلم وقوة، فيزعم لنفسه كل فضيلة، ويتطاول بغروره إلى كل منزلة.
ولا يركن في الوَقْت نفسه إلى جوانب الضعف فيه، فيقودُه إلى أن يَحْتَقر نفسه، ويزْدَريَ إمكاناته ومواهبَهُ، فيَقْعُدَ عن كل فضيلة، ويعيش في هذه الحياة كأنه هملٌ مضاعٌ، أو لَقَىً مُزْدرَىً.
17 _ تجنب الوقيعة في الناس: واجعل كلامَك ربانياً لا ينفك_في الغالب_من قرآنٍ، أو سنةٍ، أو حكمة ٍ، أو بيتٍ نادرٍ، أو مثل سائرٍ، أو نحو ذلك.
18 _ اغتنم زهرة العمر وميعة الصبا: فإنها فرصة، والعاقل من يبادر الفرصة؛ حتى لا تضيع، فيندم ولات ساعة مندم.
بادرِ الفرصةَ واحذرْ فَوْتَها




فبلوغُ العزِّ في نيل الفرصْ



فابتدرْ مسعاك واعلم أنَّ مَنْ




بادَرَ الصيدَ مع الفجر قَنَصْ



19_ ليكن سرُّك خيرًا من علانيتك: واعلم أن الناسَ شهود الله على مَنْ في الأرض، يريهم _عزَّ وجلَّ_ خير العبد وإن أخفاه، وشره وإن ستره؛ فباطنه مكشوف لله، والله يكشفه لعباده؛ فمن أخفى خبيئة ألبسه الله ثوبها، ومن أضمر شيئاً أظهره الله عليه؛ فالجزاء من جنس العمل، [ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ] ( النساء: 123)؛ فليكن باطنُك خيرًا من ظاهرك، وسرُّك أصبحَ من علانيتك.
20 _ إياك والحسد والحقد: فإن اتصفت بذلك فأنت الخاسر الأول، وإن سلمك الله منه فزت وأفلحت.
21 _ سلامة الصدر: فعليك بسلامة الصدر، وحُبِّ الخير للآخرين، والتودُّدِ لهم، ومقابلتهم بوجه طلق، ولسان رَطْب، دونما بحث عما تكنُّهُ صدُورهُم، وتنطوي عليه سرائرُهُم.
22 _ لا تيأسن من استصلاح النفس: ولا تَقُلْ جُبلْتُ على خصلة سيئة؛ فلا أستطيع الفكاك منها، لا، بل إن الإصلاح ممكنٌ، والتغيير وارد، إذا أخذت بالأسباب، ودخلت البيوت من الأبواب، وحرصت على تزكية نفسك، وجاهدتها في ذات الله، [وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا] (العنكبوت: 69).
23 _ إياك والتقليد الأعمى: وأقبح ما في ذلك تقليد الكفار والفساق في توافه الأمور، ومستهجن العادات، ومرذول الأخلاق؛ كتقليدهم في نحو الملبس، وقصات الشعر، وطريقة الأكل، ونحو ذلك.
فالمقلدون على هذا النحو يزيدون أمتهم وهناً على وهن، ويكونون كالعثرات تعترض طريق نهوضها، أو تجعله_في الأقلّ_بطيئاً.
ومتى كثر في الناس أمثال هؤلاء الذين لا يميزون في محاكاتهم السيئة من الحسنة_أوشكت الأمة أن تفقد هدايتها، وتتجرد من معاني أصالتها وعزتها.
ولا تفلح أمة نكثت يدها من الدين الحق، ولا يعتز قوم نظروا إلى أصالتهم، وتاريخهم المجيد بازدراء، ولا يُقْدِم على هذه التبعية المقيتة، والتقليد الأعمى إلا من تَدَثَّر الذلة، وسهل عليه الهوان؛ وإلا فالأمة العزيزة هي التي تعرف مقدار ما تأخذ، ومقدار ما تعطي، ونوع ما تأخذ، ونوع ما تعطي، فتُفَرِّقُ بين محاكاة الأجنبي المحمودة، ومحاكاته المنبوذة، سالكة بذلك طريقاً وسطاً، يكفل سعادة الأولى والآخرة.
وهكذا كان حال المسلمين لما كانوا متمسكين بالدين القويم؛ حيث ساسوا العالم، ودانت لهم أمم الأرض.
كنا بدورَ هدايةٍ ما مِنْ سنىً




إلا ومن أنوارها يُستوقدُ



كنا بحورَ معارفٍ ما من حُلىً




إلا ومن أغوارها يُتصيَّدُ



ما صرصرت أقلامنا في مُهْرقٍ




إلا رأيت الدرَّ كيف يُنَضَّدُ


من كل معنى يبهر الألباب أو




نسج يقوم له البليغُ ويقعدُ



ويقوم فينا للخطابة مِصْقَعٌ




فترى بنات الفكر كيف تَولَّدُ



ومن احتمى بِطِرافنا السامي الذرا




آوى إلى الحرم الذي لا يضهد


لا يمتري أهل التَّمَدُّن أنهم




لو لم يسيروا إثْرَنا لم يصعدوا


فسلوا متى شئتم سَراتَهُمُ فما




من أمة إلا لنا فيها يدُ



أبناء هذا العصر هل من نهضة




تشفي غليلاً حَرُّه يتصعَّدُ



24 _ إياك وصحبة الأشرار: فَصُحْبَتُهُمْ خزيٌ وعارٌ، وذلة وشنار، لا خير فيهم، ولا نفع يرجى من ورائهم؛ إذ كيف ينفعونك وهم لم ينفعوا أنفسهم ؟!
قد هيؤوك لأمر لو فَطنْتَ له




فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ




وكن مع الخلق ما كانوا لخالقهم




واحذر معاشرة الأوغاد والسفل




فالإنسان يلزمه شرعاً وعقلاً ألا يجالس إلا المصطفين الأخيار، وأن يربأ بنفسه عن مقاربة أهل السفاهة والبَطالة؛ فيجتهد في اختيار الأصحاب، ومجالسة ذوي الألباب، ويجتنب مخالطة الفجار، ويعتزلهم اعتزال المنهج الردي؛ لأن كل قرين بالمقارن يقتدي.
ولا ينفع الجرباءَ قربُ صحيحةٍ




إليها ولكنَّ الصحيحةَ تَجْرُب




25 _ وبالوالدين إحسانًا: فإذا أردت العزَّ والفلاح فعليك ببر والديك، والسعي في مرضاتهما، والتذلل لهما، والفرح بأوامرهما، والحرص على ما يسرهما_تُفْتَحْ لك أبواب الخير، وتنل سعادة الدارين، وإن كان أحدُهما أو كلاهما ميتاً فأكثر له من الدعاء والاستغفار، وكن صالحاً بنفسك يستجب دعاؤك لهما.
26 _ إياك والتسويف: فلا تؤجلْ عملَ اليوم إلى غد، بل إحسم أعمالك أولاً فأولاً، وقم بما يسند إليك على أتم وجه، ولا تحقر شيئاً من عمل غد أن تعجله اليوم وإن قل.
فلا تتقاعد إن تَلُحْ لك فرصة




ولا تَزْدَرِ الشيءَ الحقيرَ وإن هانا



ورحم الله الرافعي إذ يقول:
المرءُ يُمنى بالرجا والياسِ




ويضيع بينهما ضعيفُ الباسِ



فإذا عزمت فلا تكن متردداً




فَسَدَ الهوى بِتَرَدُّدِ الأنفاسِ



وإذا استعنت فبالتجارب إنها




للنفس كالأضراسِ للأضراسِ




وعلامَ ترجو الناس في الأمر الذي




يعنيك أنت وأنت بعض الناسِ



النفس قوس والعزيمة سهمها




فارمِ الرجا من هذه الأقواس



وأضِئْ حياتَك بالمعارف إنما



هي في ظلام العمر كالنبراس



واجعل أساسَ النفسِ حبَّ الله إذ






لا خير في الدنيا بغير أساسِ




27 _ الحياءَ الحياءَ: فهذا الخلق إذا غَرُزَ في النفس، ونمت عروقه فيها ازداد رونقها صفاءً، ونفض على ظاهر صاحبه مآثر خَيْرات حِسان.
وإذا انتزع من شخص فَقَدْ فَقَدَ المروءة، وثَكَل الديانة التي هي الجناح المبلغ لكل كمال؛ ذلك أن الحياء خلق يبعث على فعل الجميل، وترك القبيح، وهو عبارة عن انقباض النفس عما تذم عليه، وثمرته ارتداعها عما تنزع إليه الشهوةُ من القبائح.
فإذا تمزق ستر هذه الفضيلة بغلبة الشهوة على النفس اختلت هيئة الإنسان بالضرورة، وبقي صاحبها سائماً في مراتع البغي والفسوق، وبئس الاسم الفسوق بعد الإيمان.
وبالجملة فالحياء كله خير، والحياء لا يأتي إلا بخير، والحياء خلق الإسلام، والحياء شعبة من شعب الإيمان، كما صحت بذلك الأخبار عن النبي_عليه الصلاة والسلام .
ولئن كان الحياء جِبِلِّياً فإنه يزيد ويتأتى بالأخذ بالأسباب، ومنها مطالعة أخلاق الكُمَّل، واستحضار مراقبة الله؛ فمن ذلك يتولد الحياء؛ إذ كيف يتقلب في نعمه، ويستعين بها على معصيته ؟! فإذا شعر العاقل بذلك استحيا من الله.
ومن ذلك: تذكر الآثار الطيبة للحياء، والآثار القبيحة للقِحَة والصفاقة.
ومن ذلك: مجاهدة النفس على الحياء، وتدريبها على اكتسابه.
فإذا اتصف المرء بالحياء قرب من الكمال، ونأى بنفسه عن النقائص.
28 _ تقبل النقد البناء والنصيحة الهادفة: فلا تستكبر أو تستنكف عن قبولها من أي أحد، بل تقبَّلْها بصدر رحب، ونفس مطمئنة.
29 _ عليك بالصدق: فهو دليل على سموِّ النفس، وبعد الهِمَّة، وحسن السيرة، ونقاء السريرة، ورجحان العقل، وتمام المروءة.
وبالصدق يشرف القَدْرُ، ويصفو البال، ويطيب العيش.
عوِّد لسانَك قولَ الصدقِ تحظَ به




إن اللسانَ لما عوَّدْت معتادُ




30 _ الإخلاصَ الإخلاصَ: فإن للإخلاص شأناً جللاً، وتأثيراً عظيماً، فمن تَعَكَّسْت عليه أموره، وتضايقت عليه مقاصدُه_فليعلم أنه بذنبه أصيب، وبقلة إخلاصه عوقب.
فالإخلاص يرفع شأن الأعمال حتى تكون مراقيَ للفلاح، وهو الذي يحمل الإنسان على مواصلة عمل الخير، وهو الذي يجعل في عزم الرجل متانةً، ويربط على قلبه فيمضي إلى أن يبلغ الغاية.
فلولا الإخلاصُ يَضَعُهُ الله في نفوس زاكياتٍ لحرم الناسُ من خيراتٍ كثيرةٍ تقف دونها عقباتٌ.
31 _ الزم الشورى: وإياك والاستبدادَ؛ فإنه بئس الاستعداد، واستشر الأمناء الأتقياء، واستنر برأيهم.
32 _ أقم الصلاة: فالصلاة قرة عيون المحبين في هذه الدنيا؛ لما فيها مِنْ مناجاة مَنْ لا تَقَرُّ العيون إلا به، ولا تطمئن القلوب إلا بذكره، ولا تسكن النفوس إلا إليه، ولا تحلو الحياة إلا بالقرب منه، والخضوع والتذلل له؛ فالمحب راحته، وقرة عينه في الصلاة؛ فاحرص على إقامتها على هيئاتها، وأركانها، وواجباتها، وسننها، واحرص على الخشوع فيها تنل من الخير بقدر حرصك عليها.
33 _ وأمر بالمعروف وانهَ عن المنكر: حسب قدرتك وطاقتك، مراعياً الحكمة في شأنك كله.
34 _ ورتل القرآن ترتيلاً: فاحرص كل الحرص على حفظ القرآن، وتدبره، والعمل به، وأكثر من تلاوته آناء الليل وآناء النهار؛ فهو مأدبة الله في أرضه، وهو الذي يهدي للتي هي أقومُ، ويدفعُ إلى الكمالاتِ، ويملأُ النفوس بعِظَم الهِمَّة، وهذا العِظَمُ هو الذي قَذَفَ بأوليائه ذات اليمينِ وذات الشمالِ، ففتحوا القلوبَ والبلادَ، وفَجَّروا أنهارَ العلوم تفجيراً.
وإذا رأينا من بعض قُرائه هِمماً ضعيفةً، ونفوساً خاملةً_فلأنهم لم يتدبروا آياتِهِ، ولم يتفقهوا في حِكَمِهِ.
وكتابُ ربِّك إن في نفحاته




من كل خير فوق ما يتوقعُ



نورُ الوجودِ وأنسُ كلِّ مروَّعٍ




بكروبه ضاق الفضاء الأوسعُ


فادفن همومك في ظلال بيانه




تَحْلُ الحياة وتطمئن الأضلعُ




فبكلِّ حرفٍ من عجائب وحيه




نبأٌ يبشر أو نذير يقرعُ




35 _ وخالق الناس بخلق حسن: وجماعُ ذلك أن تصلَ من قطعك، وتعطي من حَرَمَك، وتعفو عمن ظلمك[خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ](الأعراف: 199).
36 _ وإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب: فإذا خلوت من التَّعَلُّم، والتَّفكر، والأعمال_فَحَرِّك لسانَك بذكر الله، وشكره، واستغفاره، ودعائه، وتسابيحه، وخاصة عند النوم؛ كي يَتَشَرَّبَهُ لُبُّك، ويَتَعَجَّن في خيالك، وتتكلمَ به في منامك.
أخي العزيز المبارك، لقد أطلتُ عليك، وما ذاك إلا لأني أعرف من أخاطب، ولو خاطبتُ غيرك لما خاطبته هكذا، ولما طالبته إلا بالقليل مما مضى، بل إن في جعبتي مما لم أقُلْهُ أكثرَ وأكثرَ، ولكن كما قيل:

وفي النفس حاجاتٌ وفيكم فطانةٌ

فأسأل الله ألا يُخَيِّبَ ظني فيك، وأن يجعلك فوقَ ما أظن، وألا أراك في كل حين إلا وأنت أفضلُ من ذي قبل.
هذه كلماتٌ أحْبَبْتُ كتابتها إليك، عسى الله أن ينفعني بها وإياك.
فإذا ما قَصَّرَتْ أقلامُنا




عن حقوق للأخلاءِ كبارِ



فالذي قد حلَّ في الصدر من الـ




ـودِّ يكفي عن كثير الإعتذارِ




وأخيراً؛ لا يسعني وأنا أضع يدي عن شَبَاةِ القلم إلا أن أسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى_أن يجعلكَ من أوليائه وأصفيائه، وأن يجعلك مباركاً أينما كنت، وأسأله أن يُقرَّ أعيننا برؤيتك عالماً من علماء المسلمين، وأن يقِرَّ عين والديك بصلاحك وفلاحك وبرك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وقبل أن أودعك أسوق لك هذه الأبيات التي تصف حال الطالب النجيب:
باكرتَ تجني العلمَ كلَّ صباح




ونبذت أهل بَطالة وطلاح



في همةٍ وقّادةٍ، وعزيمةٍ




ليست بذات خلابة ومزاح



لا تصطبيك الغانيات بزينة



كلا، ولا الصهباءُ في الأقداح



عند المصيبة لست ذا جزعٍ ولا




عند المسرة بالفتى المفراح



تلقى الصحاب بكل ودٍّ خالص




تبديه صفحةُ وجهك الوضَّاح



وعليك من خِلَع الحياء سكينةٌ




ومهابةٌ مقرونة بسماح


إن جنَّ ليلٌ قمت في غسق الدجى




وطرقت باب إلهك الفتاح


تتلو الكتاب برقةٍ، وتدَبُّرٍ




تدعو بقلب الخاشع الملحاح



ولربما طال الدعاء وآذنت




بوداع ليلك غرةُ الإصباحِ


أما أنيسك فهي كُتْب قد حوت




علماً يُمِدُّ أولي النهى بسلاح



نعم المؤيدُ للتقيِّ وذي الحجا




نعم المؤنِّسُ للفتى الطَّمَّاح


وصِحابك الأخيار لا تبغي بهم




بدلاً، فهم جندٌ من الأرواح



ما ودهم مذقٌ، ولا أقوالهم




هذرٌ، ولا أفعالهم بقباح


وإذا سألك فسُؤلَ من يبغي الهدى




لا سؤل غِطريس([1]) ولا بوقاح


وإذا نطقت فمنطق العقلاء لا




هُجْر يشين ولا بقول اللاحي



أدبٌ وإنصاتٌ، ولينُ عريكة




وتعاملٌ بالنَّصف والإسجاح


كرمٌ، وطيبُ سريرةٍ، وتودُّدٌ




ومآثرٌ بيضٌ وخفضُ جناح


حزت العلا والمجد من أطرافه



فكأنما وُشِّحْتَهُ بوشاح


يا أيها الغطريف([2])، لا تركن إلى




دعةٍ، ولا تحفل بطيب مراح



من للخطوب وقد غشت وتواترت




وأتت مع الإمساء والإصباح



كيف الفلاح لأمة مرزوءة




لا تستجيب لحكمة النُّصاح


إن أنت آثرت السلامة قانعاً




بالدون لا تسعى لنيل فلاح


يا أيها النحرير، شمِّر واجتهد




هذي العلا فانزل لها في الساح



أنت المؤمل بعد لطف إلهنا




في كشف غمتنا وبرء جراح



بالعلم بالتقوى بنشر للهدى




بالسعي بين الناس في الإصلاح


أوتيت أنوار الهدى فحذار أن




تَطغى فتُلقى في الردى يا صاح




والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

التعديل الأخير تم بواسطة N-Kyo ; 11-16-2009 الساعة 09:00 PM
ابا محمد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-02-2010, 06:33 PM
  #2
عاشقة الفردوس
مشــرفة سابقة
 الصورة الرمزية عاشقة الفردوس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: المغــــــــــــــــــــــــــرب
المشاركات: 793
عاشقة الفردوس is a jewel in the roughعاشقة الفردوس is a jewel in the roughعاشقة الفردوس is a jewel in the rough
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى عاشقة الفردوس
افتراضي رد: رسالة الى كل طالب ضروري ان تقرا هده الرسالة ضروري ان اردت الفلاح

شكرا لك أخي على الموضوع
__________________
ان غضب صديقك .. اذهب و صافحه و احتضنه
وان غضبت من صديقك .. افتح له يديك و قلبك

ان خسرت شيئا .. فتذكر انك قد كسبت اشياءاً
و ان فاتك موعد .. فتذكر انك قد تلحق موعــدا ً
مهما كان الالم مريرا
و مهما كان القادم .. مجهولا
عاشقة الفردوس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-10-2010, 03:34 PM
  #3
عاشقة دمعة
عضوة حاضرة بقوة
 الصورة الرمزية عاشقة دمعة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: .¸¸۝❝algèrien❝۝¸¸.
المشاركات: 1,114
عاشقة دمعة will become famous soon enoughعاشقة دمعة will become famous soon enough
افتراضي رد: رسالة الى كل طالب ضروري ان تقرا هده الرسالة ضروري ان اردت الفلاح

شكرا أخي على الموضوع
__________________




أنا ابنة أمي وأبي من نسل شريف عربي

الإسلام ديني ومطلبي الجزائر وطني ونسبي

أتريد معرفة مذهبي؟لا إله إلا الله حسبي

محمد رسوله الأبي سيرته هدفي ومكسبي

تلك هويتي وأس كتابي حتى أوسد شبر ترابي

هنا صوت جزائرية حرة....
عاشقة دمعة غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-23-2010, 05:12 PM
  #4
تونروز
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 285
تونروز has a spectacular aura aboutتونروز has a spectacular aura aboutتونروز has a spectacular aura about
افتراضي رد: رسالة الى كل طالب ضروري ان تقرا هده الرسالة ضروري ان اردت الفلاح

شكرا لك اخي على النصائح
تونروز غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-08-2010, 08:33 PM
  #5
نجيد يوسف
عضو محترف
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: مغرب
المشاركات: 375
نجيد يوسف will become famous soon enough
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى نجيد يوسف
افتراضي رد: رسالة الى كل طالب ضروري ان تقرا هده الرسالة ضروري ان اردت الفلاح

جزاك الله عنى خيرا
نجيد يوسف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر رد
كل من حزن لخروج روبن*دخولك ضروري NEO كرة القدم العالمية 0 08-26-2009 08:32 AM
هل لي بدقيقتين من فضلك...الدخول ضروري hanan22 المنتدى الاسلامي 4 07-25-2009 03:31 PM
ضروري إقرأوا القصة Zero المنتدى العام 0 03-10-2009 12:12 AM


الساعة الآن 02:25 AM.



تعريف :

نجاح نت منتدى يهتم بجميع متطلبات مستعملي الإنترنيت وخصوصا البرامج وشروحتها وأمور ديننا الحنيف و المناهج الدراسية والألعاب...


جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها وقرار البيع والشراء مسؤليتك وحدك

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd diamond