إدارة نجــــــــــاح نت
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: نجــــــــــــــــاح نت
المشاركات: 2,465
المقارنة بين أصحاب الجنة وأصحاب النار في الشراب
مرحبا بكم في منتداكم نجاح نت
المقارنة بين أصحاب الجنة وأصحاب النار في الشراب
أ ) شراب أهل الجنة :
تكلمنا في الأسطر السـابقة عن طعام أهل الجنة وسوف نتعرف في هذه الأسطر عن بعض شرابهم فقد أخبر جل وعلا عن ما أعده الله لأهل الجنة من شراب فقال تعالى : ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُم ْ) (محمد:15)لقد ذكر الله في هذه الآية عدة أنواع من الأشربة لأهل الجنة فشراب من ماء لم يتغير ريحه ولبن في غاية البياض والحلاوة والدسامة وفي حديث مرفـوع (( لم يخرج من ضروع الماشية )) وكذلك خمر لذيذة ليست كريهة الطعم والرائحة كخمر الدنيا بل حسنة المنظر والطعم والرائحة، وعسل مصفى وهو في غاية الصفاء وحسن اللون والطعم والريح وفي حديث مرفوع (( لم يخرج من بطون النحل )) وفي الصحيح (( إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن )) ، قال تعالى : (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ (19) (الواقعة ) فلقد أخبرنا الله عز وجل في هذه الآيات عن شيء من شراب أهل الجنة وأنهم يقوم على خدمتهم ولدان على صفة واحدة لا يشيبون ولا يتغيرون يحملون الشراب لأهل الجنة في أكواب وأباريق وكؤوس ، فأما الأكواب فقد قيل هي الكيزان التي لا خراطيم لها ولا أذان ، والأباريق التي جمعت الوصفين والكؤوس هي الهنابات ، ما هو الشراب الذي في هـذه الأواني ؟ إنه الخمر اللـذيذ الذي يؤتى به من عين جارية ليس من أوعية تنقطع وتفرغ بل من عيون سارحة والدليل على أن الشـراب الذي في الأواني خـمر بيّنه قـوله تعـالى في الآية التي تلي : ( لا يصدعون عنها ولا ينزفون ) أي لا صداع لرؤوسهم بشربها ولا تذهب بعقولهم كخمر الدنيا ،كما روى ابن عباس أنه قـال : في الخمر أربـع خصـال : { السكر والصداع والقيء والبول } فأخبر الله جل وعلا أن خمر الجنة ليس فيه ذلك ونزهها عن هذه الخصال .
وأخبر الله تبارك وتعالى في آيات أخرى وفي سورة أخرى قوله تعـالى : ( إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُـوراً ) ( الإنسان:5)وقـوله : ( وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً ) (الإنسان:17) فقد بين سبحانه في هذه الآيات شيء يسير من شراب أهل الجنة وهي تلك الكؤوس التي تارة يمزج شرابها بالكافور وهو بارد وتارة بالزنجبيل وهو حار ليعتدل الأمر وقد عُلم ما في الكافور من التبريد والرائحة الطيبة مع ما يضاف إلى ذلك من اللذاذة في الجنة ، قال الحسن : برد الكافور في طيب الزنجبيل ، فيالها من لذة وسعادة ، جعلني الله وإياكم منهم ، ويقول تعالى في آيات أخرى ذاكراً لنا أيضاً نوع من أنواع شراب أهل الجنة فقـال سبحانه : ( يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25 ) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26 ) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ( 27 ) (المطففين ) والرحيق اسم من أسماء الخمر قال بذلك ابن مسعود وابن عباس ومجاهد والحسن البصري وقتادة ، قال ابن عباس : طيب الله لهم الخمر فكان آخر شيء جعل فيها مسك ختم بمسك ، وقد مزج هذا الرحيق الموصوف ( من تسنيم ) أي من شراب يقال له تسنيم وهو أشرف شـراب أهل الجنة وأعـلاه، اللـهم اجعلنا من أهل الجنة الذين يتلذذون بطعامها وشرابها يا رب العالمين .
ب ) شراب أهل النار :
تكلمنا عن طعام أهل النار في الصفحات السابقة وهنا نتعرف على شرابهم ومـا أعده الله لهم أعاذنا الله من ذلك، فقال تعـالى : ( وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُم ) (محمد: من الآية 15)فإن أهل النار إذا أكلوا من شجر الزقوم يشعرون بالعطش الشديد فما الذي يطفئ عطشهم ؟ فيبحثوا عن ماء بارد فلا يسقون إلا ماء حاراً شديد الحرارة فيشربون فتقطع ما في بطونهم من الأمعاء والأحشاء عياذاً بالله من ذلك، وكذلك قوله تعالى : (فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ( 54 ) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيم (55 ِ) (الواقعة ) قال ابن عباس ومجاهد : الهيم الإبل العطاش الظماء وقال السدي : الهيم داء يأخذ الإبل فلا تروى أبداً حتى تموت فكذلك أهل النار لا يروون من الحميم أبداً ، ثم أخبر جل وعلا عن أهل الجحيم بعد أكلهم شجرة الزقوم بقـوله : ( ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ ) (الصافات:67) قال ابن عباس : يعني شرب الحميم على الزقوم وقال غيره : يعني يمزج لهم الحميم بصديد وغساق مما يسيل من فروجهم وعيونهم ، كما أخبر سبحانه بذلك بقوله : ( لا يَذُوقـُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شـَرَاباً (24 ) إلاّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25 ) ( النبأ ) .
أعاذنا الله و إياكم من النار وأهلها وجعلنا من المتقين الأبرار.
عن كتاب (المقارنة والبيان في بعض آيات القرآن) للشيخ (علي بن محمد الهزازي)
__________________
( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل
السماء عليكم مدرَاراً ويمددكم بأموال وبنين
ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهاراً )
-----------------------------------------
( اللهم إن كان لي رزق في السماء فأنزله وإن كان لي رزق في الأرض فأخرجه وإن كان معسراً فيسره وأن كان بعيداً فقربه وإن كان حراماً فطهر)
-----------------------------------------
ماشاء الله لاقوة إلا بالله
التعديل الأخير تم بواسطة N-Kyo ; 01-30-2012 الساعة 12:23 AM
01-03-2012, 12:26 PM
تعليمات المشاركة
العرض العادي
