إدارة نجــــــــــاح نت
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: نجــــــــــــــــاح نت
المشاركات: 2,465
المقارنة بين أصحاب الجنة وأصحاب النار في النعيم والعذاب
مرحبا بكم في منتداكم نجاح نت
المقارنة بين أصحاب الجنة وأصحاب النار في النعيم والعذاب
أ ) نعيم أهل الجنة :
والآن نتعرف في هذه الأسطر القليلة على نعيم أهل الجنة ونقارنه بما يحصل لأهل النار في النار من العذاب, ومهما كتبنا أو تكلمنا عن نعيم أهل الجنة فلن نحصيه ولكن نوضح بعض من الآيات التي ورد فيها نعيم أهل الجنة وما يحصلون عليه من الجزاء.
فقد قال تعالى : ( عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) (الواقعة )قال أبن عباس : أي مرمولة بالذهب يعني منسوجة به وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد ابن جبير و قتادة والضحاك ، وقال السدي : مرمولة بالذهب واللؤلؤ ، وهذه السرر الموضونة يكون عليها أهل الجنة متقابلين وجوه بعضهم إلى بعض ليس أحد وراء أحد يتمتعون بنعيم الجنة من شراب وفواكه وغيرها.
كما أخبر سبحانه في آية أخرى من سورة أخرى قوله :( مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ) (الرحمن:54)والمعنى بالاتكاء هنا الإضطجاع على هذه الفـرش التي هي الديباج المزين بالذهب قال ابن مسعود : هذه البطائن فكيف لو رأيتم الظواهر , قال مالك بن دينار : بطائنها من إستبرق وظواهرها من نور , بالإضافة إلى ذلك فثمار الجنة قريبة إليهم متى شاءوا تناولوها على أي صفة كانوا .
وقال سبحانه وتعالى في الآية الأخرى : ( مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ) (الرحمن:76)قال مجاهد وعكرمة : الرفرف هي المحابس وقال الحسن البصري عن [ وعبقري حسان ] قال : هي بسط أهل الجنة لا أبا لكم فاطلبوها .
وعلى كل حال فصفة مرافق أهل الجنة تتفاوت بحسب دراجاتهم وقربهم من الله ، بالإضافة الى هذا النعيم يقوم على خدمتهم ( ولدان مخلدون ) وكذلك يزوجون من حوريات الجنة قال تعالى : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) (الرحمن:56)وقال تعالى : (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ) (الرحمن:58)وقال تعالى : ( حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ) (الرحمن:72)وتأكيد ذلك قوله تعالى: (كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) (الدخان:54)وقوله تعالى : ( مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) (الطور:20)روى أبن أبي حاتم عن أنس رضي الله عنه رفعه ، قال : (( لو أن حـورا بزقت في بحر لُجي لعذب ذلك الماء لعذوبة ريقها )) ويكفي نعيماً لأهل الجنة قوله تعالى : ( يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُون َ) (الزخرف:71)روى عبد الرزاق عن أبن عباس أن رسول r قال : (( إن أدني أهل الجنة منـزلة وأسفلهم درجة لرجل لا يدخل الجنة بعده أحد يفسح له في بصره مسيرة مائة عام في قصور من ذهب وخيام من لؤلؤ ليس فيها موضع شبر إلاّ معمور يغدى عليه ويراح بسبعين ألف صحيـفة من ذهب ليس فيها صحيـفة إلاّ فيها لون ليس في الأخرى مثله شهوته في آخرها كشهوته في أولها لو نزل به جميع أهل الأرض لوسع عليهم مما أعطى لا ينقص ذلك مما أوتي شيئا )).
ب ) عذاب أهل النار :
إن الشقي من كتب الله عليه الشقاء عندما ينفخ فيه الروح وهو في بطن أمه وعلى الله أن يكون للجنة ملئها وللنار مثل ذلك وقد قـال الله تعـالى : ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) ( الأعراف:179) فيخبر الله جـل وعلا أنه قد خلق وأنشأ سبحانه وتعالى لجهنم كثيراً من الإنس والجن لهم هذه الأجهزة التي منحهم الله إياها لتكون لهم عوناً على القيام بأوامر الله وحقوقه فاستعانوا بها ضد هذا المقصود فهؤلاء حقيقيون بأن يكونوا مما ذراء الله لجهنم وخلقهم لها فخلقهم للنار وبأعمال أهلها يعملون ، أما من أستعمل هذه الجوارح لعبادة الله وأصبغ قلبه بالإيمان بالله ومحبته ولم يغفل عن الله فهؤلاء أهل الجنة وبأعمال أهل الجنة يعملون .
ولقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب ليكون الناس على بينة فمن أطاع الله وأتبع الرسل دخل الجنة ومن عصى الله وأعرض عن الرسل دخل النار وخلق الله النار ليعذب بها من يشاء ويصرف عنها من يشاء والله لا يظلم الناس مثقال ذرة وتعالى الله عن الظلم ولكن الناس أنفسهم يظلمون، قال تعالى : ( وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41 ) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) ( الواقعة )فأخبر الله سبحانه وتعالى أنهم في سموم وهو الهواء الحار وحميم وهو الماء الحار وظل من يحموم قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة والسدي وغيرهم : إنه ظل الدخان كقوله تعالى : ( انْطَلِقُوا إِلَى ظِـلٍّ ذِي ثَـلاثِ شُعَبٍ (30 ) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللـَّهَبِ (31 ) ( المرسلات ) فظلٍ من يحموم هو الدخان الأسود وقـال تعـالى : ( لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غـَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ )( الأعراف:41) أي أن جهنم فراش من تحتهم وظلل من العذاب تغشاهم من فوقهم أعاذنا الله من ذلك .
وقال سبحانه وتعالى في آيات أخرى : ( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ ) (الرحمن:41)أي إن المجرمين يُعرفون بعلامات تظهر عليهم ، قال الحسن وقتادة : يُعرفون باسوداد الوجوه وزرقة العيون فتجتمع الزبانية ناصيته مع قدميه ويلقونه في النار ، قال ابن عباس : يؤخذ بناصيته وقدميه فيكسر كما يكسر الحطب في التنور أعاذنا الله من ذلك .
وقال تعالى في نفس السورة : ( هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكـَذِّبُ بِهَا الْمُجـْرِمُونَ (43 ) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) ( الرحمن ) يقال لهم هذه تقريعاً وتوبيخا وتحقيرا لأنهم كانوا يكذبون بوجودها ، فهم تارة يعذبون في الجحيم وأخرى يسقون من الحميم فمعنى " آن " يعني حار قد بلغ الغاية في الحرارة .
وقال جل وعلا : ( خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ( 47 ) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48 ) ( الدخان )وقد ورد أنه تعـالى إذا قـال للزبانية خذوه ابتدره سبعون ألفاً منهم ثم يسوقوه سحباً ودفعاً في ظهره فيدفعونه إلى أوسط الجحيم وقد قيل أن الملك يضربه بمقمعة من حديد فتفتح دماغه ثم يصب الحميم على رأسه فينـزل في بدنه فيسلت ما في بطنه من أمعائه حتى تمرق من كعبيه أعاذنا الله تعالى من ذلك .
وفي آية أخرى يقول المولى تبارك وتعالى : ( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30 ) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31 ) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ (32 ) ( الحاقة )أي أن الله سبحانه وتعالى يأمر الزبانية أن تأخذه عنفاً من المحشر فتغله وتضع الأغلال في عنقه ثم تورده إلى جهنم فتصليه إياها وتغمره فيها قال الفضيل ابن عياض : إذا قال الرب خذوه فغلوه ابتدره سبعون ألف ملك أيهم يجعل الغل في عنقه ، ثم بعد ذلك يسلك بسلاسل طولها سبعون ذراعاً كما وصفها سبحانه وتعالى ، قال ابن عباس : بذراع الملك وقال يسلك في دبره حتى يخرج من منخريه حتى لا يقوم على رجليه ، فياله من عذاب وهوان أجارنا الله من ذلك .
وهكذا يضرب الله لنا صوراً من نعيم أهل الجنة وأخرى من عذاب أهل النار وأمثالها كثيرة في كتاب الله فلنقرأه ونتدبره ونختم هذا الموضوع بقوله تعالى : ( لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ) ( الحشر:20)نعم لا يستوون هؤلاء وهؤلاء في حكم الله تعـالى يوم القيامة لا في أكلهم ولا شرابهم ولا لباسهم ولا ما أعده الله لهم يوم القيامة .
نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته وأن يتوفانا مع الأبرار وأن يجعل الجنة لنا دار القرار وأن يجنبنا جل وعلا أصحاب النار وما أعده لأهلها من الكفار والفجار برحمته إنه جواد غفار .
عن كتاب (المقارنة والبيان في بعض آيات القرآن) للشيخ (علي بن محمد الهزازي)
__________________
( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل
السماء عليكم مدرَاراً ويمددكم بأموال وبنين
ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهاراً )
-----------------------------------------
( اللهم إن كان لي رزق في السماء فأنزله وإن كان لي رزق في الأرض فأخرجه وإن كان معسراً فيسره وأن كان بعيداً فقربه وإن كان حراماً فطهر)
-----------------------------------------
ماشاء الله لاقوة إلا بالله
التعديل الأخير تم بواسطة N-Kyo ; 01-30-2012 الساعة 12:21 AM
01-03-2012, 12:39 PM
تعليمات المشاركة
العرض العادي
