العودة   نجاح نت > المنتديات العامة > المنتدى الاسلامي

المنتدى الاسلامي خاص بكل ما يتعلق بديننا الاسلامي من خطب ومحاضرات واناشيد إسلامية وكدلك أدعية وصور اسلامية وما اليه

إضافة رد
أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع
قديم 02-17-2012, 01:05 AM
  #1
N-Kyo
إدارة نجــــــــــاح نت
 الصورة الرمزية N-Kyo
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: نجــــــــــــــــاح نت
المشاركات: 2,465
N-Kyo is a name known to allN-Kyo is a name known to allN-Kyo is a name known to allN-Kyo is a name known to allN-Kyo is a name known to allN-Kyo is a name known to all
افتراضي المقارنة بين الرياح والريح في القرآن الكريم


مرحبا بكم في منتداكم نجاح نت

المقارنة بين الرياح والريح في القرآن الكريم

لا شك أن هناك فرق كبير بين الرياح والريح وأن كان اللفظ مشتق من بعضه لكن ما ذكرت الرياح في آية من آيات الله في كتابه العزيز إلا دلت على رحمة أو بشرى بخير أما الريح فهي بعكس ذلك فإنها تدل على عذاب وسخط من الله يسلطها على من يشاء من عباده وقد جاءت لفظة الرياح على ريح ولكن بينتها الصفة التي بعدها وهذا في قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) (يونس:22) فـقـال سـبحانه ( بريح طيبة ) وهي تعني الرياح التي لا تأتي إلا بخير في المقابل قال سبحانه : ( جاءتها ريح عاصف ) فالصفة التي بعد ريح هي التي بينتها أخير هي ؟ أم شر ؟ .

فلنتعرف الآن على الرياح والآيات التي ورد ذكرها فيها حيث وردت في آيات متعددة في سور متفرقة من كتاب الله الكريم ونقارنها بالريح التي أيضاً ورد ذكرها في آيات وسور متفرقة من كتاب الله العزيز ونرى مدى الفرق بينهما، فقال تعالى عن الرياح : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (البقرة:164) فذكر هنا عز وجل تصريف الرياح فتارة تأتي بالرحمة وأخرى بشرى بين يدي السحاب وتارة تسوقـه وأخرى تجمعه وتارة تفرقـه وتارة تصرفه وكل ذلك بأمر الله سبحانه وتعالى، ويبين الله تبارك وتعالى أثراً من أثار قدرته ونفحة من نفحات رحمته فقال سبحانه : ( وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (الأعراف :57 ) فهو سبحانه وتعالى يرسل الرياح المبشرات بالغيث التي تثيره بإذن الله من الأرض فيستبشر الخلق برحمة الله وترتاح له قلوبهم قبل نزوله فإذا حملت الرياح سحاباً قد امتلأ بالماء أمرها الله أن تسوقه إلى بلد وأرض قد كادت تهلك حيواناته وكاد أن ييأسوا أهله من رحمة الله فيأمر الله ذلك السحاب فينـزل منه الـماء الغـزير فيسخر الله له ريحـاً تدره وريحاً تفرقه بإذنه تعالى فيحيي به الأرض وينبت به الزرع وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى ، وبين الله الآية السابقة بآية أخرى من كتابه العزيز موضحة عملية الرياح مع السحاب والأمطار فقال عز من قائل : ( اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) (الروم :48) فالله سبحانه وتعالى هو الذي يأمر الرياح فتثير السحب وتجمعه وتركمه وتبسطه في السماء بأمر الله جـل وعلا فترى منه الأسود والأبيض

وهو كالجبال ثم بعد ذلك تسوقه الرياح بأمر الله إلى البلاد والعباد الذين أراد الله أن يسقيهم بالأمطار فترى المطر ينزل من خلال هذه السحب المركومة في السماء وحينئذ ترى الناس يفرحون ويستبشرون بنـزول الغيث لأن فيه إحياء لهم ولأرضهم فسبحانه من رب كريم .

وقال تعالى في آية أخرى ممتن على عباده بالأمطار والإحياء بعد الموت والجدب لأرضهم ويريهم بهذه الحياة قدرته على إحيائهم بعد موتهم وبعثهم من قبورهم بعد بلائهم، فقال تعالى : ( وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ) (فاطر:9) وكثيراً ما يستدل تعـالى على المعاد بإحيائه الأرض بعد موتها ينبه عباده بأن يعتبروا بهذا على ذلك فإن الأرض تكون هامدة لا نبات فيها فإذا أرسل إليها السحاب تسوقه الرياح محملة بالماء وأنزله عليها ( اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) (الحج : من الآية 5) كذلك الأجساد إذا أراد الله تعالى بعثها ونشورها أنزل من تحت العرش مطراً يعم الأرض جميعاً فتنبت الأجساد في قبورها كما تنبت الحبة في الأرض ، ويقول المولى تبارك وتعالى في آية أخرى : ( وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً ) (الفرقان:48) فيخبر جل وعلا أنه هو الذي أرسل الرياح مبشرات بين يدي رحمته تبشر بالغيث والمطر والإنبات وسير السفن وكذلك فإنه هو الذي ينزل من السماء ماء طاهراً في نفسه مطهراً لغيره يزيل به النجس والخبث ويرفـع الحدث ويحي به الأرض بعد موتها ، ولقد أستنكر الله سبحانه وتعالى على الكفار والمشركين أن يجحدوا نعمة الله وفضله عليهم في أمور عديدة ومنها إرسال الرياح المبشرات فقال عز وجل : ( أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (النمل:63)نعم تعالى الله عما يشركون فالله سبحانه وتعالى هو الذي يرسل الرياح مبشرات تبشر بقدوم المطر والخير وتدفع السفن وتحمل اللقاح إلى الزرع فالرياح تبشر على العموم بالخير فهل يوجد إله مع الله يستطيع أن يفعل ذلك ؟ تبارك وتعالى عما يشركون .

وقد جعل الله إرسال الرياح آية من آياته جل وعلا فقال عـز من قائل : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) (الروم:46) فهو سبحانه وتعالى يذكر خلقه بنعمه عليهم في إرسال الرياح المبشرات بين يدي رحمته بمجيء الغيث عقبها ويذيقهم من رحمته بإنزال المطر الذي يحي العباد والبلاد وكذلك تسير السفن والبواخر بواسطة الرياح في البحر ليتنقلوا الناس في التجارات والمعايش من بلد إلى بلد ومن قطر إلى آخر ، والله سبحانه ينعم بهذه النعم على الخلق لعلهم يشكرونه على ذلك فنعمه سبحانه ظاهرة وباطنة لا تعد ولا تحصى فسبحانه من رب متفضل كريم .

وكذلك يخبرنا المولى جل وعلا في آية أخرى أن تصريف الرياح آية من آياته سبحانه حيث قال : ( وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَـوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقـوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الجاثـية:5)وهنا يرشدنا تبارك وتعالى إلى ما أنزل من السماء من المطر في وقت الحاجة إليه وقد تكلمنا في دور الرياح في ذلك وهنا سماه سبحانه رزقاً لأن به يحصل الرزق ويحي به الأرض بعد أن كانت هـامدة لا نبات فيها ولا شيء، ويصرف الرياح بأمره جنوباً وشمالاً برية وبـحرية ليلية ونهارية منها ما هو للمطر ومنها ما هو للقاح الثمار ومنها ما هو غذاء للأرواح ومنها ما هو عقيم لا ينتج، كل هذا يبينه الله لأصحاب العقول التي تريد التفكر في هذه الأمور وتعقلها .

ويذكر الله عباده مرة أخرى في كتابه العزيز بنعمه وفضله عليهم بإرسال الرياح للقاح الأشجار والنباتات لينتج عن ذلك الثمار والفواكه فقال تعالى ( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ) (الحجر:22)فهو سبحانه المتفضل المنعم على خلقه بإنزاله المطر وإنبات الأشجار وإرسال الرياح لتلقيح الأزهار والثمار فهو سبحانه المالك لخزائن الخير والخلق لا يملكون من خزائنه شيئاً .

وقال تعالى : ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً ) (الكهف:45) فهو سبحانه وتعالى يأمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يضرب هذا المثل للناس وهو مثل الحياة الدنيا في زوالها وفنائها وانقضائها فهو سبحانه عندما ينزل من السماء ماء وهو المطر تنبت الأرض فيشب النبات ويحسن ويعلوه الخضرة والزهـور ثم بعد ذلك يصبح هشيماً تفرقه الرياح وتطرحه ذات اليمين وذات الشمال فهو سبحانه القادر على هذه الحال وتلك الحال .

ولقد تعرفنا في الصفحات الماضية على الرياح وأنها لا تأتي إلا بخير بأمر ربها وأنها مجلبة للمطر والأرزاق والخير الوفير للعباد ويضرب الله بها الأمثال للناس على إحياءهم بعد الموت كما تحيا الأرض الهامدة بالأمطار التي تجلبها الرياح بأمر الله تعالى .

والآن نتعرف على نوع آخر من الرياح وهو الريح وهي تكون أشد وأقوى من الرياح فإنها ما ذكرت الريح في آية من كتاب الله إلا دلت على هلاك وعذاب ودمار فقد عذب الله بها أقوام وأهلك بها بلدان لما عصوا أمر الله وخالفوا شرعه وقد أهلك الله بها جنات وبساتين في الدنيا لأن أصحابها لم يمتثلوا أمر الله ويشكرونه على نعمه ويؤدون حق الله عليهم وقد يسخرها الله لخدمة بعض الأنبياء وسوف ترى عزيزي القارئ مدى الفرق الشاسع بين الرياح وبين الريح من حيث النفع والضرر وما ذلك كله إلا بأمر الله جل وعلا فقد قال الله سبحانه وتعالى : ( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيم ( 24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ

الْمُجْرِمِينَ (25 ) ( الأحقاف ) هذه الريح عذب الله بها قوم عاد وكانوا قد كذبوا رسولهم وعصوا أمر ربهم واستمروا على كفرهم فعذبهم الله بالريح فلما رأوا العذاب قادم إليهم من بعيد ظنوا أنه مطـر وفير آتي إليهم لأنهم كانوا في جدب وحاجة إلى الأمطار ففرحوا واستبشروا به لكن الواقع خلاف ما ظنوا ، بل هو العذاب الذي استعجلوه حينما قالوا لنبيهم : ( فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) فأرسل الله عليهم الريح تخرب وتدمر بلادهم وتهلكهم جميعاً فأصبحوا جميعاً وقد بادوا كلهم عن أخرهم ولم تبقى لهم باقية وهذا جزاء كل من كذب رسل الله وخالف أمر ربه ، روى الإمام أحمد والشيخان من حديث ابن وهب عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كان رسول الله e إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف ذلك في وجهه قالت قلت : يا رسول الله الناس إذا رأوا ريحاً فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية ؟ فقال e : (( يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب ، قد عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب وقالوا هذا عارض ممطرنا )) وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قـال (( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به )) قالت : وإذا تخبلت السماء ـ أي تلبدت بالغيوم السوداء والريح ـ تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر وإذا أمطرت سري عنه ، فعرفت ذلك عائشة رضي الله عنها فسألته ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( لعله يا عائشة كما قال قوم عاد ( فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا ) ، ويذكر الله بعض ما حصل لقوم عاد من الهلاك حيث سلط عليهم الريح العقيم فقـال عز من قائل : ( وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيـمَ (41 ) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلـَيْهِ إلاّ جَعـَلَتْهُ كَالـرَّمِيمِ (42 ) ( الذاريات )فقد أرسل الله سبحانه وتعالى الريح على قوم عاد لما كذبوا رسولهم هود وعصوا أمر ربهم أرسل عليهم الريح العاصفة القوية التي تدمر كل شيء بإذن ربها وقد وصفها الله بالريح العقيمة التي لا ينتج عنها شيء إلا الدمار والخراب والهلاك فإنها ما تأتي على شيء إلا أهلكته وجعلته كالشيء الهالك البالي أعاذنا الله من ذلك .

وقد بين الله جل وعلا في آية أخرى من كتابه العزيز كيف أن الريح والأعاصير يسلطها على من يشاء فتهلك ما يشاء بأمره سبحانه وتعالى ويضرب بذلك أحسن الأمثال فقال تعالى : ( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) (البقرة:266)قال ابن عباس : ضرب هذا المثل لرجل غني يعمل بطاعة الله ثم بعث الله له شيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله ، وبعد ذلك أنعكس سيره فبدل الحسنات بالسيئات عياذاً بالله من ذلك ، فأبطل بعمله الثاني ما أسلفه فيما تقدم من الصالح وأحتاج شيء من الأول في أضيق الأحوال فلم يحصل منه شيء وخانه أحوج ما كان إليه والشاهد من هذه الآية قوله تعالى : ( فأصابها إعصار ) وهو الريح الشديد أحرق ثمارها وأباد أشجارها ، فسبحان الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وإليه المصير .

ويذكّر الله خلقه بنعمه عليهم وتسخير الريح في تحريك سفنهم في البحر ليتم لهم التنقل في البحر من بلد إلى بلد آخر وتتم لهم التجارة، ولو شاء الله لبقيت سفنهم راكدة في البحر لا تتحرك أو يجعل الريح قوية فتغرق سفنهم وتهلكهم فقال سبحانه : ( إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) (الشورى:33) لذا فإنه يجب الصبر في الشدائد والشكر في الرخـاء لتبقى نعمة الله على العبد ، وكما أن الريح يسلطها الله على من يشاء من عباده فتهلكه أو تهلك زرعه وحـرثه كذلك يخوف بها أصحاب السفن في البحر ويذكرهم بقوته سبحانه وتعالى في إهلاكهم هم وسفنهم بالريح في البحر إذا هم عصوه فهو سبحانه وتعالى قد سخر هذه الريح لنبيه سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام فقال تعالى : ( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ) (صّ:36)قال الحسن البصري : لما عقر سليمان عليه الصلاة والسلام الخيل غضباً لله عز وجل عوضه الله تعالى ما هو خير منها وأسرع وهي الريح التي غدوها شهر ورواحها شهر ، فهو عليه الصلاة والسلام يأمرها أن تنقله وتحمله حيث أراد من البلاد وبالسرعة التي يريدها فسبحان الله في ملكه يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء .

كما ذكر الله سبحانه وتعالى تسخيره الريح لسليمان في آية أخرى من كتابه العزيز فقال تعالى : ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ) (سـبأ:12)فقد ذكر الله سبحانه وتعالى ما أعطى سليمان عليه الصلاة والسلام من تسخير الريح له تحمل بساطه غدوها شهر ورواحها شهر، قـال الحسن البصري رحمه الله : كان يغدو على بساطه من دمشق فينزل بإصطخر يتغدى بها ويذهب رائحـاً من إصطخر فيبيت بكابل وبين دمشق وإصطخر شهر كامل للمسرع وبين إصطخر وكابل شهر كامل للمسرع .

وفي آية أخرى من كتاب الله الكريم يذكر المولى جل وعلا تسخيره الريح لنبيه سليمان فقال تعالى : ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ) (الأنبياء:81) فقد سخر الله سبحانه هذه الريح لنبيه سليمان عليه السلام لما سأله أن يؤتيه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده من البشر ، فسخر له الريح تسير بأمره حيثما شاء وكذلك سخر له الشياطين والجن يقومون بخدمته وعمل كل ما يريده كما بين الله ذلك في كتابه العزيز. نسأل الله من فضله ونعوذ به من غضبه وسخطه .


عن كتاب (المقارنة والبيان في بعض آيات القرآن) للشيخ (علي بن محمد الهزازي)
__________________
( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل
السماء عليكم مدرَاراً ويمددكم بأموال وبنين
ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهاراً )
-----------------------------------------
( اللهم إن كان لي رزق في السماء فأنزله وإن كان لي رزق في الأرض فأخرجه وإن كان معسراً فيسره وأن كان بعيداً فقربه وإن كان حراماً فطهر)

-----------------------------------------


ماشاء الله لاقوة إلا بالله





التعديل الأخير تم بواسطة N-Kyo ; 02-17-2012 الساعة 01:22 AM
N-Kyo غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-24-2014, 03:35 AM
  #2
بودى احمد
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
المشاركات: 25
بودى احمد is on a distinguished road
افتراضي رد: المقارنة بين الرياح والريح في القرآن الكريم

ننتظر المزيد
بودى احمد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags - تاق )
المقارنة بين الرياح والريح, القرآن الكريم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:39 AM.



تعريف :

نجاح نت منتدى يهتم بجميع متطلبات مستعملي الإنترنيت وخصوصا البرامج وشروحتها وأمور ديننا الحنيف و المناهج الدراسية والألعاب...


جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها وقرار البيع والشراء مسؤليتك وحدك

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd diamond