العودة   نجاح نت > المنتديات العامة > المنتدى الاسلامي

المنتدى الاسلامي خاص بكل ما يتعلق بديننا الاسلامي من خطب ومحاضرات واناشيد إسلامية وكدلك أدعية وصور اسلامية وما اليه

إضافة رد
أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع
قديم 02-17-2012, 01:09 AM
  #1
N-Kyo
إدارة نجــــــــــاح نت
 الصورة الرمزية N-Kyo
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: نجــــــــــــــــاح نت
المشاركات: 2,465
N-Kyo is a name known to allN-Kyo is a name known to allN-Kyo is a name known to allN-Kyo is a name known to allN-Kyo is a name known to allN-Kyo is a name known to all
افتراضي المقارنة بين الحق والباطل في القرآن الكريم


مرحبا بكم في منتداكم نجاح نت

المقارنة بين الحق والباطل في القرآن الكريم


إن الحق والباطل متضادان لا يمكن الجمع بينهما في شيء واحد وبينهما فرق كبير وقد قرن الحق والباطل في آية واحدة في سور متعددة من كتاب الله وقليل ما يذكر أحدهما منفرداً وقد ذكر الله سبحانه وتعالى الحق في كتابه ووصف به نفسه فقال تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الحج:6)فهو سبحانه الإله الحق الذي لا تنبغي العبادة إلاّ له لأنه ذو السلطان العظيم الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وكل شيء فقير إليه ذليل لديه وأن الأصنام والأنداد والأوثان وكل ما عبد من دونه تعالى فهو باطل لأنه لا يملك ضراً ولا نفعاً فهو سبحانه العلي الذي لا أعلى منه والكبير الذي لا أكبر منه تعالى وتقدس وتنزه عز وجل وتعالى علواً كبيراً عما يقول الظالمون المعتدون ، وقد أكد هذه الآية جل وعلا بآية أخرى وفي سورة أخرى فقال سبحانه : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) (لقمان :30)فهو سبحانه يظهر للناس آياته ليستدلوا بها على أنه الحق ـ أي الموجود الحق الإله الحق ـ وأن كل ما سـواه باطل لأنه هو الغني عما سـواه وكل شيء فقير إليه لأن كل ما في السماوات والأرض الجميع خلقه وعبيده لا يقدر أحد منهم على تحريك ذرة إلا بإذنه ، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أنه أنزل على نبيه محمد e القـرآن وهـو الحق فمن آمن به اهتدى ومن أعـرض عنه واتبع الباطل هلك وعذب فقال تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2 ) ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضـْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ (3 ) (سورة محمد ) فالذين أتبعوا الباطل أبطل الله أعمالهم وأذهبها ولم يجعل لها ثواباً ولا جزاء إلا النار ، أما الذين آمنوا فهم على الحق لأنه منزل من ربهم فآمنوا بقلوبهم وسرائرهم وانقادوا لشرع الله بجوارحهم وبواطنهم فكفّر الله عنهم السيئات وأصلح أمرهم، والله سبحانه وتعالى أنزل على نبيه القرآن ونزهه أن يأتيه الباطل أو يكون للبطلان إليه سبيلاً فقال عز من قائل : ( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) (فصلت:42) لأن القرآن منزل من رب العالمين وهو منيع الجناب لا يرام أن يأتي أحد بمثله فهو سبحانه حكيم في أقواله وأفعاله وهو محمود في جميع ما يأمر به وينهى عنه .


ولهذا أمر الله جل وعلا رسوله محمد e بقوله تعالى : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً )(الكهف:29)فهو سبحانه يقول لنبيه : قل يا محمد للناس هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك وقد هدد الله سبحانه وتعالى وتوعد من كفر بالحق الذي أنزل على محمد وجاء به للناس توعده أن يعذبه بالنار المحرقة التي لا يجدون عنها مخرج ومنفذ بل تحيط بهم من جميع الجوانب فلذلك يقول سبحانه : ( قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) ( صّ )ففي هذه الآية وعد شديد لإبليس ومن أتبعه من الناس حينما أقسم بالله أنه ليعمل بكل ما يستطيع في إغواء الناس باجتنابهم الحق وإتباعهم للباطل وللشيطان، فتوعده الله هو ومن أتبعه من البشر بجهنم ، أعاذنا الله وإياكم من الشيطان وكيده .


وهو سبحانه وتعالى قد وصف كتابه العزيز أنه أنزله بالحق فقال تعالى : ( وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً ) (الإسراء:105) فالقرآن المجيد بالحق نزل متضمناً للحق فهو أنزل على e محفوظاً محروساً لم يشب بغيره ولا زيد فيه ولا نقص منه بل وصل إلينا بالحق ( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلـْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) (فصلت:42)وفي آية أخرى يقول المولى تبارك وتعـالى : ( بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )(المؤمنون:90)يعني جاءهم القرآن بالحق وبين لهم أنه لا إله إلا الله وأقام عليهم الأدلة الصحيحة الواضحة القاطعة على ذلك ولكنهم كاذبون في عبادتهم مع الله غيره وإتباعهم للباطل ولا دليل لهم على ذلك .


ولما قص الله على نبيه e قصة خلق عيسى في القرآن ذكر أن هذه القصص هي الحق لا تغيير فيها فقال سبحانه : ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (آل عمران:62)فالله سبحانه يخبر أن هذا الذي قصصناه عليك يا محمد في شأن عيسى هو الحق الذي لا معدل عنه ولا محيد وأن من يعرض عن الحق إلى الباطل فهو المفسد وسيجزيه الله على ذلك شر الجزاء .


وهو سبحانه لا يظلم أحد فهو إله الحق كما قـال سبحانه وتعالى واصـفاً نفسه : ( فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ) ( طـه :114) فالله جل وعلا تنـزه وتقدس الملك الحق الذي هو حق ووعده حق ووعيده حق ورسله حق والجنة حق والنار حق وكل شيء منه حق وعدله تعالى أن لا يعذب أحداً قبل الإنذار وبعثة الرسل والأعذار إلى خلقه لئلا يبقى لأحد حجة ولا شبهة، وأمر تعالى نبيه في هذه الآية وفي آيات أخرى بأنه لا يستعجل في حفظ القرآن وتكراره بل ينصت فإذا فرغ الملك وهو جبريل عليه السلام من قراءته فعليه أن يقرأه بعده فهو أسهل وأخف في حقه لأن الله سبحانه وتعالى وعده أن يجمعه في صدره ليقرأه على الناس من غير أن ينسى منه شيء حيث قال سبحانه : ( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَـانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقـُرْآنَ ُ (17) ( القيامة )وذكر الله تعالى قصة موسى والمناظرة بينه وبين فرعون وأنه جاءه بالحجة الواضحة وأنه رسول الله لا يفتري على الله الكذب ولا يقول على الله ما هو باطل فقال عز وجـل : ( وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104 ) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إلاّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائيلَ (105 ) ( الأعراف ) وقرأ آخرون من أهل المدينة : حقيق عليّ بمعنى واجب وحق عليّ ذلك أن لا أخبر عنه إلاّ بما هو حق وصدق لما أعلم من عز جلاله وعظيم شأنه .


وذكـر الله تعـالى في نهاية قصة موسى وفرعون والسحرة الذين تصدوا لموسى وقالوا إنه ساحر، وذكر سبحانه أن الحق هو دائم المنتصر وأن الباطل ما يلبث وأن يزول وينكشف قال تعالى : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ( 117 ) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118 ) ( الأعراف ).


ولقد أوحى الله تعالى إلى عبده ورسوله موسى عليه السلام في الموقف العظيم الذي فرق الله فيه بين الحق والباطل حيث أمره بأن يلقي عصاه التي في يمينه فإذا بها تأكل كل ما يلقونه ويوهمون الناس أنه حق وهو باطل قال ابن عباس : فجعلت لا تمر بشيء من حبالهم ولا من خشبهم إلاّ التقمته فعرفت السحرة أن هذا شيء من السماء وليس هذا بسحر فخروا سجداً لله وآمنوا بربهم فحيئنذٍ وقع الحق الذي هو أمر الله وأبطل الله كيد فرعون وأعوانه وآمنوا السحرة إيماناً صادقاً فقتلهم فرعون عليه من الله ما يستحقه فكانوا في أول النهار سحرة فصاروا في آخرة شهداء برره، كما قال ذلك ابن عباس وعبيد ابن عمير وقتادة وابن جريج .


ولهذا يقول المولى عز وجل في آية أخرى : ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ )(الأنبياء:18)فالله تعالى يبين الحق فيدحض الباطل فإذا هو ذاهب مضمحل وتوعد الله بالعذاب الذين يفترون عليه الكذب وتصف ألسنتهم الباطل بأن نسبوا إليه الولد وغيره من الأمور، تعالى الله عما يقوله الظالمون علواً كبيراً .


ووصف الله سبحانه وتعالى المشركين بأنهم لا يعلمون الحق فهم معرضون عنه وحتى وإن علموا ذلك فهم أيضاً يعرضون عنه فقال تعالى : ( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ )(الأنبياء:24) فأمر الله تبارك وتعالى نبيه عندما أتخذ المشركون إله لهم من دون الله أمره بأن يقول لهم هات دليلكم على ما تقولون فإن هذا القرآن بين يدي وهذه الكتب المتقدمة على خلاف ما تقولونه وتزعمونه فكل كتاب أنزل على كل نبي أرسل ناطق بأنه لا إله إلا الله ولكن أنتم أيها المشركون لا تعلمون الحق فأنتم معرضون عنه .


لقد ذكر الله جل وعلا مجادلة المؤمنين لرسوله صلى الله عليه وسلم في الحق يوم أن خرج بهم طالباً عير لأبي سفيان التي بلغه خبرها أنها صادرة من الشام فيها أموال جزيلة لقريش أراد أن يستولي عليها ويجعلها غنائم للمسلمين، فقال تعالى : ( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُون (5 ) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6 ) ( الأنفال ) ولما علم أبو سفيان بقدوم أصـحاب رسول الله e إليه أتجه بالعير من مكان آخر ونجا منهم وأخبر قريش بقدوم رسول الله وأصحابه فخرجوا على جيش لمحاربتهم .


فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : لما شاور النبي e في لقاء العدو وذلك يوم بدر أمر الناس أن يتهيئوا للقتال وأمرهم بالشوكة فكره ذلك أهل الإيمان لأنهم لم يكونوا يتوقعوا القتال ومقابلة جيش قريش فأخذوا يجادلونه في أمر القتال .


قال مجاهد : يجادلونك في الحق أي في القتال وقال ابن إسحاق أي كراهية لقاء المشركين وإنكاراً لمسير قريش حين ذكروا لهم وقال السدي هذا بعد ما تبين لهم أنك لا تفعل إلا ما أمرك به ربك وذلك لأنهم كانوا يريدون ويحبون أن تكون الطائفة التي لا شوكة لها ولا منعة ولا قتال تكون لهم وهي العير وكذلك قال تعالى :( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ) (الأنفال:7)فأنتم تريدون الغنائم والعير بغير قتال ولا حرب والله سبحانه يريد أن يجمع بينكم وبين الطائفة التي لها الشوكة والقتال ليظفركم بهم وينصركم عليهم ويظهر دينه ويرفع كلمته ويجعل الإسلام غالباً على الأديان وهو أعلم بعواقب الأمور وهو الذي يدبركم بحسن تدبيره وإن كان العباد يحبون خلاف ذلك فيما يظهر لهم .


فقال سبحانه : ( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) (الأنفال:8)فإن الله سبحانه وعد نبيه إحدى الطائفتين وهما العير والأموال وأما النصر على الأعداء والغنائم وإعلاء كلمة الله وإظهار الإسلام على جميع الأديان الشركية وتقوية شوكة المسلمين فأنجز الله وعده لأن وعده الحق ونصر عبده وأبطل الباطل وأظهر عزة الإسلام رغم أنوف الكافرين والمجرمين لأنه إله الحق ووعده حق .


ولاشك أنه ليس جدال المؤمنين كجدال الكفار فإن جدال المؤمنين عبارة عن مناقشة ونقاش واعتراض على الشيء في ظاهره دون العلم بما خفي من الأمر لكن جدال الكفار جدال كفر وباطل وتغطية للحق وعن علم علموه يقيناً فقد قال سبحانه وتعالى : ( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوا ً) (الكهف:56) لقد أرسل الله الرسل بالحق ليبشروا من صدقهم وآمن بهم بالأجر والثواب من الله وينذروا من كذبهم وخافهم من عذاب الله وعقابه ثم أخبر سبحانه وتعالى عن الكفار وتمردهم في قديم الزمان وحديثه وتكذيبهم بالحـق البين الظـاهر مع ما يشـاهدونه من الآيات والدلالات الواضحات وأنه ما منعهم من إتباع ذلك إلا طلبهم أن يشاهدوا العذاب الذي وعدوا به عياناً فهم يجادلون بالباطل ليضعفوا به الحق الذي جاءتهم به الرسل وليس ذلك بحاصل لهم ومع هذا كله فقد اتخذوا الحجج والبراهين وخوارق العادات التي بعث الله بها الرسل وما أنذروهم وخوفوهم به من العذاب اتخذوا كل هذا سخرية واستهزاء وهو أشد التكذيب فأهلكهم الله بذنوبهم .


وقد بين الله سبحانه وتعالى في آية أخرى ضعف الباطل أمام الحق وزواله واضمحلاله فقال : ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ) (الإسراء:81) وفي هذا تهديد ووعيد لكفار قريش فإنه قد جاءهم من الله الحق الذي لا مريه فيه ولا قبل لهم به وهو ما بعثه الله به من القرآن والإيمان والعلم النافع وزهق باطلهم أي اضمحل وهلك فإن الباطل لا ثبات له مع الحق ولا بقاء , وفي صحيح البخـاري عن ابن مسعود أنه قال : دخل النبي e مكة وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب فجعل يطعنها بعود في يده ويقول : ( جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ) ( جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ) وقال الحافظ أبو يعلى في رواية عن جابر رضي الله عنه قـال : دخلنا مع رسول الله e مكة وحول البيت ثلاثمائة وستون صنماً تعبد من دون الله فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبت على وجوهها وقال : ( جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ) وكذلك قوله تعالى : ( قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ) (سـبأ:49 ) أي أنه قد جاء الحق من الله والشرع العظيم وذهب الباطل وزهق وأضمحل ، ولهذا لما دخل رسول الله e المسجد الحرام يوم فتح مكة ووجد الأصنام منصوبة حول الكعبة جعل يطعن الصنم منها بسية قوسه ويقرأ هذه الآية وكذلك الآية التي ذكرنا آنفاً كما ثبت ذلك في صحيح البخاري ومسلم .


وننتقل إلى آية أخرى من كتاب الله تعالى ذكر فيها الحق والباطل لنعرف الفرق بينهما فقال تعالى : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور ِ) (الشورى:24)ولهذا فإن كفار قريش يدعون ويزعمون دائماً أن ما يأتي به محمد e من القرآن المنزل عليه من ربه هو كذباً وافتراء فأخبر سبحانه وتعالى أنه لو افترى عليه كذباً كما يزعم هؤلاء الجاهلون لختم على قلبه وسلبه ما كان آتاه من القرآن ولكنه سبحانه يريد أن يمسح الباطل ويوضـح ويبين الحـق ويثبته بحججه وبراهينه فهو سـبحانه يعلم بما تكنه الضمائر وتنطوي عليه السرائر جلت قدرته .


اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .


عن كتاب (المقارنة والبيان في بعض آيات القرآن) للشيخ (علي بن محمد الهزازي)


__________________
( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل
السماء عليكم مدرَاراً ويمددكم بأموال وبنين
ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهاراً )
-----------------------------------------
( اللهم إن كان لي رزق في السماء فأنزله وإن كان لي رزق في الأرض فأخرجه وإن كان معسراً فيسره وأن كان بعيداً فقربه وإن كان حراماً فطهر)

-----------------------------------------


ماشاء الله لاقوة إلا بالله





التعديل الأخير تم بواسطة N-Kyo ; 02-17-2012 الساعة 01:21 AM
N-Kyo غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-24-2014, 03:34 AM
  #2
بودى احمد
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
المشاركات: 25
بودى احمد is on a distinguished road
افتراضي رد: المقارنة بين الحق والباطل في القرآن الكريم

ننتظر المزيد
بودى احمد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags - تاق )
المقارنة بين الحق والباطل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:57 AM.



تعريف :

نجاح نت منتدى يهتم بجميع متطلبات مستعملي الإنترنيت وخصوصا البرامج وشروحتها وأمور ديننا الحنيف و المناهج الدراسية والألعاب...


جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها وقرار البيع والشراء مسؤليتك وحدك

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd diamond